الألم مشكلة الإنسان الأولى *
هذا المقال نشرته في جريدة العرب الأسبوعي
الألم مشكلة الإنسان الأولى
كيف نتعامل مع
الآلام النفسية
الطريق للسعادة , سر السعادة , كيف تحقق السعادة . مفتاح
السعادة ..... الكل يطلب السعادة وتحاشي الألم . فالهدف الأساسي المعلن ( أو غير
المعلن ) للجميع هو لذة أكثر وأقوى , وألم أقل أو معدوم .
لقد اعتبر الألم غير
مرغوب فيه , واعتبر في أغلب الأحيان العدو الأول الذي يجب القضاء عليه , فالشقاء
والتعاسة والمعاناة يجب إزالتهم والقضاء عليهم , لذلك اعتبر الألم في كثير من
الأحيان مرادفاً للشر .
إن إحساسي اللذة والألم هما غالباً مرتبطين ببعضهما ,
وهامان وضروريان لتوجيه وحماية الفرد وتطوره نحو الأفضل . ولكن نجد أن أغلب الأهداف
الاجتماعية والعقائد والديان , تسعى إلى تقليل الألم والمعاناة . فهدفهم الأول
والأساسي القضاء على الألم وزيادة اللذة والسعادة للأفراد .
فالهدف الأساسي
لجميع الناس والدول والمجتمعات هو تحقيق أكبر قدر من السعادة والرفاهية واللذة
وأقل قدر من الألم والشقاء والمعاناة.
ولكنّ الألم ليس شراً , والألم ليس عدونا
. ونحن نجد أن اللذة والألم وباقي الأحاسيس والانفعالات وما تنتجه من تأثيرات حسية
وعاطفية بأنواع وأشكال كثيرة قد نشأت وتطورت لأنها حققت فاعلية في توجيه الكائن
الحي ليحقق بقائه بتكيف مع الواقع الموجود فيه , إن كان مادي أو اجتماعي . فاللذة
والألم , والانفعالات والعواطف كالغضب والخوف والحب والكراهية والشجاعة والغيرة
والتنافس على المكانة وعلى التفوق. . . , لهم الدور الهام والفعال في توجيه وتكيف
الفرد مع البيئة ومع الأوضاع الاجتماعية
.
إن دور اللذة والألم هام جداً
وفعال جداً للحفاظ على الكائن الحي وعلى نموه , فاللذة والألم هما حاميان ومنظمان
لجسم الكائن الحي . و لهما أيضاً وظيفتهما و دورهما الهامين والأساسيين في تطور
ونمو المجتمعات والبنيات الاجتماعية .
وإذا نظرنا إلى باقي الكائنات الحية فإننا
نجد أن الحشرات ضعيفة أو شبه معدومة الإحساس باللذة والألم , فالمحافظة على الحشرة
أو على مجتمعها , تتم بانعكاسات وآليات مبرمجة فزيولوجياً و وراثياً , والأفضلية
تكون لحماية واستمرار مجتمعها ( في حال كونها تعيش حياة اجتماعية ) , فهي تضحي
بنفسها بكل بساطة وسهولة في سبيل حماية خليتها أو مجتمعها , وهذا ما جعل الحشرات
ومجتمعاتها تختلف كثيراً عن مجتمعات الثدييات. فاللذة والألم يزداد ويتوسع مجالهما
و دورهما كلما صعدنا في سلسلة الكائنات الحية , وهما لدى الإنسان أكثر أهمية وقوة
واتساعاً .
إن الآلام الجسدية أو النفسية لدى الإنسان أكبر من اللذات , هذا ما
نلاحظه ونعيشه , فآلام الأسنان والحروق والولادة...., والآلام النفسية مثل فقد عزيز
أو الفشل الكبير... , هي أكبر من لذة الطعام والشراب والجنس .
نعم هناك لذات
كبيرة ولكنها غير مركزة واضحة , مثل الآلام الجسدية أو النفسية , فلذة الحب والحنان
والشوق والصداقة..... , يمكن أن تبلغ درجات عالية " كاستجابات " ترافقها أحاسيس
قوية , فيمكن لشخص أن يتحمل عشر ساعات من آلام الأسنان القوي في سبيل لقاء حبيبته
أو ابنه أو أمه , ويمكن لأم أن تتحمل آلاماً كثيرة أو تضحي بحياتها في سبيل أولادها
. وهذا يدل على أن هناك استجابات تعادل أو تفوق قوتها وتأثيرها أقوى الآلام . فوضع
الأسير الذي يتحمل مئات الساعات من الآلام دون أن يبوح بأسرار بلاده , ليس مقابل
لذة بل نتيجة استجابات تابعة لما تعلم وبرمج عليه فكرياً وعقائدياً , فهو يتصرف
بناء على أن آلامه سوف تمنع آلاماً أكثر بكثير عن شعبه أو أهله .
هذا المقال نشرته في جريدة العرب الأسبوعي
الألم مشكلة الإنسان الأولى
كيف نتعامل مع
الآلام النفسية
الطريق للسعادة , سر السعادة , كيف تحقق السعادة . مفتاح
السعادة ..... الكل يطلب السعادة وتحاشي الألم . فالهدف الأساسي المعلن ( أو غير
المعلن ) للجميع هو لذة أكثر وأقوى , وألم أقل أو معدوم .
لقد اعتبر الألم غير
مرغوب فيه , واعتبر في أغلب الأحيان العدو الأول الذي يجب القضاء عليه , فالشقاء
والتعاسة والمعاناة يجب إزالتهم والقضاء عليهم , لذلك اعتبر الألم في كثير من
الأحيان مرادفاً للشر .
إن إحساسي اللذة والألم هما غالباً مرتبطين ببعضهما ,
وهامان وضروريان لتوجيه وحماية الفرد وتطوره نحو الأفضل . ولكن نجد أن أغلب الأهداف
الاجتماعية والعقائد والديان , تسعى إلى تقليل الألم والمعاناة . فهدفهم الأول
والأساسي القضاء على الألم وزيادة اللذة والسعادة للأفراد .
فالهدف الأساسي
لجميع الناس والدول والمجتمعات هو تحقيق أكبر قدر من السعادة والرفاهية واللذة
وأقل قدر من الألم والشقاء والمعاناة.
ولكنّ الألم ليس شراً , والألم ليس عدونا
. ونحن نجد أن اللذة والألم وباقي الأحاسيس والانفعالات وما تنتجه من تأثيرات حسية
وعاطفية بأنواع وأشكال كثيرة قد نشأت وتطورت لأنها حققت فاعلية في توجيه الكائن
الحي ليحقق بقائه بتكيف مع الواقع الموجود فيه , إن كان مادي أو اجتماعي . فاللذة
والألم , والانفعالات والعواطف كالغضب والخوف والحب والكراهية والشجاعة والغيرة
والتنافس على المكانة وعلى التفوق. . . , لهم الدور الهام والفعال في توجيه وتكيف
الفرد مع البيئة ومع الأوضاع الاجتماعية
.
إن دور اللذة والألم هام جداً
وفعال جداً للحفاظ على الكائن الحي وعلى نموه , فاللذة والألم هما حاميان ومنظمان
لجسم الكائن الحي . و لهما أيضاً وظيفتهما و دورهما الهامين والأساسيين في تطور
ونمو المجتمعات والبنيات الاجتماعية .
وإذا نظرنا إلى باقي الكائنات الحية فإننا
نجد أن الحشرات ضعيفة أو شبه معدومة الإحساس باللذة والألم , فالمحافظة على الحشرة
أو على مجتمعها , تتم بانعكاسات وآليات مبرمجة فزيولوجياً و وراثياً , والأفضلية
تكون لحماية واستمرار مجتمعها ( في حال كونها تعيش حياة اجتماعية ) , فهي تضحي
بنفسها بكل بساطة وسهولة في سبيل حماية خليتها أو مجتمعها , وهذا ما جعل الحشرات
ومجتمعاتها تختلف كثيراً عن مجتمعات الثدييات. فاللذة والألم يزداد ويتوسع مجالهما
و دورهما كلما صعدنا في سلسلة الكائنات الحية , وهما لدى الإنسان أكثر أهمية وقوة
واتساعاً .
إن الآلام الجسدية أو النفسية لدى الإنسان أكبر من اللذات , هذا ما
نلاحظه ونعيشه , فآلام الأسنان والحروق والولادة...., والآلام النفسية مثل فقد عزيز
أو الفشل الكبير... , هي أكبر من لذة الطعام والشراب والجنس .
نعم هناك لذات
كبيرة ولكنها غير مركزة واضحة , مثل الآلام الجسدية أو النفسية , فلذة الحب والحنان
والشوق والصداقة..... , يمكن أن تبلغ درجات عالية " كاستجابات " ترافقها أحاسيس
قوية , فيمكن لشخص أن يتحمل عشر ساعات من آلام الأسنان القوي في سبيل لقاء حبيبته
أو ابنه أو أمه , ويمكن لأم أن تتحمل آلاماً كثيرة أو تضحي بحياتها في سبيل أولادها
. وهذا يدل على أن هناك استجابات تعادل أو تفوق قوتها وتأثيرها أقوى الآلام . فوضع
الأسير الذي يتحمل مئات الساعات من الآلام دون أن يبوح بأسرار بلاده , ليس مقابل
لذة بل نتيجة استجابات تابعة لما تعلم وبرمج عليه فكرياً وعقائدياً , فهو يتصرف
بناء على أن آلامه سوف تمنع آلاماً أكثر بكثير عن شعبه أو أهله .