يوم الرحيل ..
اليوم أتهيئ بأن أرحل عنكم ..
وعن وطني الصغير ..
لقد حزمت أمتعتي
وجمعت معظم كتبي
وبقايا من دفاتري
وأخذت معي حزناً مرير ..
عفواً .. أعتذر عن شقاوتي ..
وكثرة مداعباتي ..
ومصارعتي الدائمة ..
لذاك السرير ..
أرى العيون تدمع الرحيل ..
وكل وجه بالقاعة هنا .. يسألني ؟؟
لماذا الرحيل ..
لماذا الحيل يا رفاق العمر حقاً
لم يعد هناك وقت للتفكير !!
يا رفاق صمتاً ..
لكي أمعن ناظري بكم .. قبل المسير ..
وأضمكم لحظني من وصغير وكبير ..
عميد الكلية ..
مشرفتي الفاضلة .. أساتذتي ..
معلماتي .. أخواتي ..
لا أجد بقاموس فكري كلمةً .. أنطقها الآن ..
فأخاف أن يخونني التعبير ..
الشوق إليكم يملأني ..
والبعد عنكم يقتلني ..
كلما دقت ساعة الرحيل
يا رفاق كليتي ..
وجيران شقتي ..
ومصابيح وحدتي ..
أنكم حقاُ بعالمي الشي الكبير ..
عزيزاتي .. رفيقاتي ..
ما أصعب لحظات الوداع .. التي تحتويني ..
وما أشدني لدمعة مجبورة .. تسقط من عيني ..
وجوهكن مرآة في عالمي ..
فمن غيركن له الشوق والحنين ..
قد تسقط ورقتي ..
وتثمر أخرى شبيهتي ..
قد أترك فراغا بفصلي ..
وتملأ الفراغ أختاً لي ..!!
بعد برهةً من مسير خطوتي ..
سأرحل اليوم ..
عن محاضرتي .. مسكني .. كليتي ..
وعن الجميع سأرحل لديرتي ..
فشكراً .. وألف شكراً للجميع ..
وذكرياتي معكم سأحملها
وستبقى راسخةً .. للأبد بفكري لن تضيع ..!!