“التغيير” كلمة تستحق التفكير
كنت أشعر بثقل كوني أفكر, فعلاً, فدوماً ما كنت أجد أن التفكير صار أمر ممل
ولا طائل من وراءه, وقد كنت من محبي فكرة التغيير للأفضل, وكذلك من
المتفائلين والمتأكدين من أن الأحسن قادم.
ما حدث مؤخراً في الوطن العربي, وما يحدث, وما سيحدث هو التغيير بالمعني المعروف, ولكن هل التغيير سيكون للأفضل أم للأسوأ ؟
بالتأكيد الإجابة عن هذا السؤال ستختلف من شخص لأخر سواء كان الشخص
متفائل أو متشائم, ولكن مثل هذا السؤال جعلني أستسيغ فكرة التفكير مرة أخري.
تذكرت قصة قديمة, كانت تحكي عن التغيير, كانت هذه القصة تحكي عن أثنين
من الصغار, كانوا جيران لا أدري او أصدقاء أو حتي أخوة, حقيقي لا أذكر!!
ولكن الذي أتذكره أنهم كانوا دوماً معاً متلاصقين لهدف واحد فقط, الا وهو اثارة المتاعب والشغب في القرية التي يسكنون فيها.
وفي ذات يوم ضاع خروف من أحد أهالي القرية, وبدأ السكان في البحث عن من قام بسرقة الخروف.
واكتشف السكان أن من قام بسرقة الخروف من القرية هما هذان الصغيران
المشاغبان, وهو الأمر الذي يقال عليه “القشه التي قسمت ظهر البعير” حيث أن
م الواضح أن أهل القرية قد ضاقوا ذرعاً بالفتيان, وهو ما جعلهم يصرون علي
أيقاع عقاب رادع بهم, وكان هذا العقاب القاسي الرادع هو أن يتم وسم
جباههم بحروف “س خ” ومعناها (سارق الخروف) علامة علي انهم هم من قاموا بسرقة الخروف.
وبالفعل تم عقاب هؤلاء الفتيان بهذا العقاب القاسي, ومرت الأيام و كبر
الفتيان وصاروا شباب, وكان هذا الوسم سبب من أسباب أنهم يعيشون في مشقة في القرية التي كانوا يعيشون فيها.
ولما ضاقوا مما يحدث معهم, قرر أحدهم أن يرحل عن القرية, بينما قرر الأخر أنه سيبقي في بيته ولن يخرج الا للضرورة القصوي.
ومرت السنين علي هذا المنوال, نسي أهل القرية قصة سارقي الخراف, بينما
صار أحد الصغار شخصاً مهماً و محبوباً في البلد التي رحل اليها, وتعامل مع
الناس بها بكل نزاهة و شرف حتي وصل أن صار من أغني وأهم أهل هذه البلد.
بينما بقي الأخر في بيته حتي توفي ولم يسمع عنه أحد الكثير.
وقرر الأول أن يعود لقريته الصغيرة مرة أخري, وبالفعل رجع وقد وجد
الناس نسوا قصة الوسم الذي وسم به في جبهته, فقام بعمل الخيرات حتي صار من
أحب الناس إلي أهالي القرية, مما جعل الناس لا تقدر علي سؤاله عن سبب الوسم الموجود في جبهته.
وعاش الرجل في قريته حتي وافته المنية وخرج جميع أهل القرية ليصلوه إلي
القبر, والجميع يبكي كباراً و صغاراً علي هذا الشخص الطيب صانع الخير.
الا أن الناس لم يلبثوا أن قرروا أن يكتشفوا سر الوسم الذي وجد في
جبهته, فراحوا إلي شيخ القرية يسألوه عن ما هذا الوسم عله يكون عنده
الإجابة, ولما أخذ الشيخ يفكر قليلاً أجابهم بقولة أن حرفي الـ”س خ” الذين
كانوا في جبهة الرجل الصالح هي إختصار لكلمة “ساعي للخير” ومن يومها سمي قبر الرجل بقبر “ساعي الخير”.
أعتقد انكم قد فهمتم ما أقصده, التغيير متاح للجميع مهما كانت الظروف والعقبات, اليس كذلك؟
