أربع ميزات
للإنسان على باقي المخلوقات
الدكتور : عماد عطا
البياتي
أخصائي طب المجتمع
باقي المخلوقات يجدر بي أن أكون منتصب القامة ولا أحني قامتي، أو أن لا أركع ولا
أسجد، لمخلوق قط. وهكذا فإن انتصاب القامة هداني إلى توجيه العبادة فقط لله الخالق
الواحد الأحد وليس لباقي المخلوقات أو لأي إنسان آخر أو للمال أو للشهوات النفسية
المنحرفة المريضة.. وغيرها.
ثانيا: اليد والأصابع
المميزة الماهرة
ثالثا: الرؤية ثلاثية
الأبعاد
للإنسان على باقي المخلوقات
الدكتور : عماد عطا
البياتي
أخصائي طب المجتمع
---------------------------------------------------------------------
حصلت على كتاب.. طبي بلغة أوربية غير شائعة فرحت أقرأ فيه
ليساعدني في عملي الطبي في هذا البلد الذي يتكلم هذه اللغة. وبدأت بالمقدمة
والفهارس وبالنظرة العامة على الفصول والعناوين الرئيسية كعادتي فلفتت انتباهي
حقيقة علمية جميلة مذكورة في مقدمة الكتاب.
تقول هذه الحقيقة..
أن هنالك أربعة فروق رئيسية بين جسم الإنسان وجسم الحيوان وهذه الفروق هي:
انتصاب القامة، واليد والأصابع المميزة الماهرة التي تستطيع أن تؤدي أعمال دقيقة،
والرؤية ثلاثية الأبعاد، والدماغ أوالعقل
المميز.
أحببت هذه المعلومات كثيرا لأنها دفعتني لأن أتفكر بمعاني
رائعة وجميلة بعد أن رحت أترجم هذه الفروقات إلى
الآتي:
أولا: انتصاب
القامة
نعم.. فأنا كإنسان مكرم ومفضل من قبل الله على باقي المخلوقات يجدر بي أن أكون منتصب القامة ولا أحني قامتي، أو أن لا أركع ولا
أسجد، لمخلوق قط. وهكذا فإن انتصاب القامة هداني إلى توجيه العبادة فقط لله الخالق
الواحد الأحد وليس لباقي المخلوقات أو لأي إنسان آخر أو للمال أو للشهوات النفسية
المنحرفة المريضة.. وغيرها.
ثانيا: اليد والأصابع
المميزة الماهرة
يجدر بي كذلك وأنا أملك هكذا يد رائعة بأن استخدمها للخير والمنفعة وللأعمال
الإيجابية وأتجنب أن أحط من قدرها وقدري العالي المكرم من قبل الله وذلك بتكريسها
للشر والأذى. وهكذا هداني خلق اليد الرائعة الجميلة إلى ضرورة تصحيح كل أعمالي
وأفعالي وتصرفاتي وتوجيهها نحو الخير والمنفعة لي ولغيري من الناس والمخلوقات
كافة.
ثالثا: الرؤية ثلاثية
الأبعاد
ميزة إنسانية عظيمة جدا لو انتبهت لها وانتفعت بها في النظر المتبصر المؤمن
الفطن العميق، وألا أكتفي بالرؤية السطحية الظاهرية للأمور فضلا عن النظر الحرام
المورث للشرور والطمس والانتكاس.
رابعا: الدماغ أو العقل المميز
أعظم ميزة لي على باقي
المخلوقات، وبسببها أنا مكلف وممتحن في حياتي على الأرض، وأول واجب للإنتفاع بهذا
العقل هو الإيمان وهنالك واجبات أخرى لعقلي هذا وذلك بأن أختار وأنتخب حياة التفكر
والذكاء والخير والاستقامة تبعا للإيمان وأتجنب تعطيل فعاليات الدماغ والعقل وانتخب
حياة البلادة والغفلة والتيه والغرق
والضلال.
وهكذا فهمت.. ميزاتي الأربعة الرئيسية على باقي الحيوانات
والمخلوقات بأني منتصب القامة: أي لا أعبد إلا الله الخالق؛ وأملك يدا ماهرة مميزة:
أي أن عملي يجدر به أن يكون موافقا لمرضاة الخالق العظيم؛ وبصري ثلاثي الأبعاد: أي
أتبصر باطن الأمور وظاهرها بانتباه وذكاء وفطنة؛ والدماغ والعقل المميز: أي أؤمن
بالله جل جلاله وأتفكر بمعاني الإيمان العظيمة الراقية الرائعة وأنتخب طريق الإسلام
واتباع المصطفى خير البشر وأرجحهم عقلا صلى الله عليه وسلم، طريق الخير والاستقامة
والنجاة في الدارين. وأي خلل أو تراجع بالانتفاع بتلك المميزات الإنسانية الرائعة
سيؤدي بي حتما إلى الذلة والانتكاس والتيه والغرق والخسران
المبين.
نعم.. هذا ما جال في خاطري، وأمنت
به بقوة.. لكن العبرة بالتطبيق العملي الصادق رغم المعوقات والمثقلات الدنيوية
العنيفة المهلكة.. أعاننا وأعانكم الله على كل خير.