إبتدأ بالكلب فسهّل القصة
رجل حكيم يأخذ ما يريد دون أن يتكلف كثير من العناء,
هذا الرجل جند بن الجون شاعر في العصر العباسي وكانت شهرته أبا دلامة وكان
حذق وفطن في أيام العصر الأموي وقد عرف عند السفاح والمهدي والمنصور بسرعة
بديهته, كان ردئ المظهر فاسد الدين.
كان لأبا دلامة عدة مواقف طريفة فنذكر منها موقفه مع السفاح وهو أبو جعفر المنصور
مجلس السفاح
دخل أبا دلامة في يوم على السفاح ليسأله من عطاياه فقال له
- ما هي حاجتك؟
فسأله أبو دلامة وقال:
-أحتاج كلباً لأصطاد به.
فصاح الخليفة غاضباً:
-ألهذا جئتني في هذا الوقت؟
وصرخ السفاح في الغلام الواقف وراءه وكان يريد أن ينهي المقابلة لما غضب منه:
- أعطوه كلباً.
ولكنّ (أبا دلامة) لم يغادر المكان، بل تقدَّم خطوةً أخرى من الخليفة ودنى منه وقال:
- وهل انطلق في الصحراء الواسعة، فأطارد صيدي على قدميَّ هاتين؟
فصرخ الخليفة:
ـ أعطوا له فرساً ليركبها.
قال أبو دلامة:
- ولكن من يرعى الفرس، ويمسك لي صيدي، ويحمله معي؟
قال الخليفة:
- أعطوا له غلاماً يساعده في الصيد.
قال أبو دلامة:
- وحين أعود إلى البيت محمّلاً بصيدي، فمن ينظّفه ويطبخه لي؟
قال الخليفة:
- أعطوا له جارية تُساعده في المنزل.
سأل أبو دلامة:
- وهل سأترك هذين البائسين يبيتان في الخلاء؟
قال الخليفة:
- أعطوه منزل يجمعهم.
سأل أبو دلامة:
- وكيف سيعيشون بعد ذلك إن لازمني سوء الحال، ولم أوفَّق في الصيد لمدة شهراً أو شهرين؟
قال الخليفة:
- أعطوه مئة قطعة أرض عامرة ومئة قطعة أرض غامرة.
سأل أبو دلامة:
- وما هي الغامرة يا أمير المؤمنين؟
أجاب الخليفة:
- الأرض القالحة التي لا تنبت.
في هذا الوقت هز (أبو دلامة) يده ساخراً وقال:
- إذن أنا أعطيك مئة ألف قطعة أرض كالحة، في صحراء العرب.
فصاح الخليفة بمن في المجلس، وهو يضحك، وقد خرج عن جدِّه وصرامته:
- إجعلوها كلَّها عامرة، قبل أن يسألني هذا الكرسيَّ الذي هو لي؟
ويعقب الجاحظ على ذلك بأن أبا الدلامة حذق بدأ بالكلب وحصل على بيت وفرس وصبي وجارية وأرض.
رجل حكيم يأخذ ما يريد دون أن يتكلف كثير من العناء,
هذا الرجل جند بن الجون شاعر في العصر العباسي وكانت شهرته أبا دلامة وكان
حذق وفطن في أيام العصر الأموي وقد عرف عند السفاح والمهدي والمنصور بسرعة
بديهته, كان ردئ المظهر فاسد الدين.
كان لأبا دلامة عدة مواقف طريفة فنذكر منها موقفه مع السفاح وهو أبو جعفر المنصور
مجلس السفاح
دخل أبا دلامة في يوم على السفاح ليسأله من عطاياه فقال له
- ما هي حاجتك؟
فسأله أبو دلامة وقال:
-أحتاج كلباً لأصطاد به.
فصاح الخليفة غاضباً:
-ألهذا جئتني في هذا الوقت؟
وصرخ السفاح في الغلام الواقف وراءه وكان يريد أن ينهي المقابلة لما غضب منه:
- أعطوه كلباً.
ولكنّ (أبا دلامة) لم يغادر المكان، بل تقدَّم خطوةً أخرى من الخليفة ودنى منه وقال:
- وهل انطلق في الصحراء الواسعة، فأطارد صيدي على قدميَّ هاتين؟
فصرخ الخليفة:
ـ أعطوا له فرساً ليركبها.
قال أبو دلامة:
- ولكن من يرعى الفرس، ويمسك لي صيدي، ويحمله معي؟
قال الخليفة:
- أعطوا له غلاماً يساعده في الصيد.
قال أبو دلامة:
- وحين أعود إلى البيت محمّلاً بصيدي، فمن ينظّفه ويطبخه لي؟
قال الخليفة:
- أعطوا له جارية تُساعده في المنزل.
سأل أبو دلامة:
- وهل سأترك هذين البائسين يبيتان في الخلاء؟
قال الخليفة:
- أعطوه منزل يجمعهم.
سأل أبو دلامة:
- وكيف سيعيشون بعد ذلك إن لازمني سوء الحال، ولم أوفَّق في الصيد لمدة شهراً أو شهرين؟
قال الخليفة:
- أعطوه مئة قطعة أرض عامرة ومئة قطعة أرض غامرة.
سأل أبو دلامة:
- وما هي الغامرة يا أمير المؤمنين؟
أجاب الخليفة:
- الأرض القالحة التي لا تنبت.
في هذا الوقت هز (أبو دلامة) يده ساخراً وقال:
- إذن أنا أعطيك مئة ألف قطعة أرض كالحة، في صحراء العرب.
فصاح الخليفة بمن في المجلس، وهو يضحك، وقد خرج عن جدِّه وصرامته:
- إجعلوها كلَّها عامرة، قبل أن يسألني هذا الكرسيَّ الذي هو لي؟
ويعقب الجاحظ على ذلك بأن أبا الدلامة حذق بدأ بالكلب وحصل على بيت وفرس وصبي وجارية وأرض.