من أشهر شوارع العاصمة المقدسة، أخذ شهرته
من تجارة القورو وأصبح باطنية لترويج النبتة الأفريقية الأكثر
تداولا للوافدين في مكة المكرمة. بات شارع المنصور أشهر من نار على علم، يفيض
بالتجاوزات والفوضى ويكتظ بالأفارقة،
ويعتقد المارة أنهم يعبرون شارعا من شوارع أنجمينا أو أبيديجان أو لاجوس في
نيجيريا. على قارعة الطريق تستقبلك
جلسات أفارقة من الجنسين، إذ إن النساء يفترشن مدخل الشارع الشهير لعرض حبيبات
القورو وسط صحون ملفوفة بقطع من الخيش تجنبا
لتعرضه للجفاف، وأطعمة مكشوفة تباع بطريقة بدائية، وحبات من البيض داخل عبوات
الحليب المجفف مجهزة للتوزيع، وعبوات
وقنينات غريبة لعلاج الضعف الجنسي. لم نكن في حاجة إلى البحث عن أسرار هذه السوق
كون التجارة رائجة وأمام الملأ،
فصفقات كبيرة تعقد لبيع القورو لترويجه على الشريط الساحلي للجالية اليمنية، بل
إن هناك هوامير ينفردون بهذا النوع
من التجارة بتحميل كميات كبيرة ونقلها إلى جنوبي وشمالي مكة المكرمة. بائع
يمني يقابل المشهد منذ سنوات يوضح أن السوق تفتح
من السادسة صباحا وحتى الـ12 ليلا، إذ إن الأسعار تنخفض في هذه الفترة بسبب
وفرتها في موسم الحج،
حيث يبلغ سعرها اليوم ما بين 3 ـ 5 ريالات، فيما يرتفع سعرها منتصف السنة
الهجرية الجديدة إلى 12 ريالا،
معتبرا موسم الحج أكبر فترة لتوفير القورو الذي يهرب داخل حقائب الحجاج الأفارقة.
من جانبهم، كشف
مختصون أن القورو أو جوزة الكولا ثمرة تنبت في وسط أفريقيا، والأجزاء المستعملة
فيها هي البذور، حيث تحتوى
علي الكافيين، الثيوبروميين، التانين ومكونات أخرى فينولية، صبغة الكولا
الحمراء، البروتينات، والنشويات.
وكل هذه المواد المضادة للأكسدة تكون في أحسن حالاتها عندما تكون البذور طازجة
وحديثة القطف. ويستخدم القورو في الطب
الشعبي الأفريقي لزيادة النشاط الجسمي والعضلي. ويصف أفارقة طريقة عمل القورو
وميكانيكيات التأثير بغير المعروفة للعلماء
حتى الآن، ويعتقد أن مجموعة المواد الفعالة الطازجة تعمل مع بعضها بعضا لزيادة
انسياب الدم في جميع الأعضاء لا سيما الدماغ،
الأعضاء التناسلية، القلب، الكليتين والكبد. وأوضح مدير إدارة مكافحة المخدرات
في مكة المكرمة العقيد محمد الشلوي أن القورو خارج تصنيف المخدرات،
وهناك أجهزة معنية بمنع بيعه، ومراقبة مزاولي مثل هذا النشاط.