كنوز الصحة النفسية
كثيرون هم الذين يتمنون ، سمات معينة لخريف العمر ، ونمط
معين لرحلة كبر السن ، في كمالٍ من الصحة والعافية ، بعيداً عن الأمراض المزمنة
والمقعدة ، والالام النفسية التي تواكب كبر السن ، فضلاً عن حالات من الاكتئاب
والشدة النفسية .
وكم هم الذين افنوا حياتهم في الكتابة والتأليف في كيفية
العناية بالجسد ولياقته ، والغذاء المتوازن ، وكيفية تجنب الأمراض ، وكيفية
الأحتفاظ بعمر مديد من الحياة ، ولم تنفعهم ارواقهم التي كتبوها ، ونالهم المرض
والتعب وفارقوا الحياة ، ولم تغني عنهم اراقهم التي كتبها شيئاً.
كثيرون هم
الذين يتكلمون عن الأسرار الذهبية في حفظ خريف العمر ، عبرسبل الغذاء والرياضة ،
ولا ينكر ذلك احد ، ولا يمكن لأحد ان يعترض على ذلك ، ولا خلاف انها من الاسباب
النافعة في ذلك ، وحث عليها الشرع الحكيم ، فيما يعرف بالطب النبوي .
ولكن
يغفل الكثير ، عن دور الطاعة ، في حفظ الصحة في خريف العمر ، واثر النشأة على
الأيمان في ذلك ، من خلال قضاء الشاب عمره ، في طاعة الله والتزام اوامره تعالى ،
وضبط شهواته ، بحيث ينأى بنفسه عن السلوكات المنحرفة ، فيهيأ لذاته برنامجاً لطلب
العلم ، في اوقات محددة ، لا يساوم به ، بنزهة او شهوة ، ويبرمج ذاته على اداء
العبادات ، والحياة الأجتماعية وفق ذوقيات الشرع الحكيم ، ويعلي في ذاته قيمة
التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وينمي قيمة الغيرة على محارمة في اللغة الفردية
وامته في اللغة الاجتماعية ، ويأخذ من الدنيا فيما لا يضره في الأخرة ، وفيما هو
رصيد مستمر له في حساباته الجارية في الأخرة ، لأنه رسخ في اعماقه ، ان التجارة
الرابحة هي التجارة الأخروية ، وان الدنيا بضع ايام ، وتذهب عن كل ما فيها ، وانه
بضعة ايام ، كل يوم يمضي منها ، يقترب من نقطة النهاية ، فلا بد من ان يلحق بالركب
، حيث نماذج الأسوة في عهد السيرة النبوية ، وسير العلماء الأفذاذ الأوائل .
ومن هنا ادرج تلك المعادلات الحتمية في تحقيق الصحة والعافية في نهايات
العمر* ، ومن هنا ان حفظت امر الله في شبابك وقوتك ، حفظها الله تعالى لك ، في خريف
عمرك ، وروي عن احد العلماء ، وقد كبر سنة ، وقطع نهراً بقوة شبابية مذهلة ، ادهشت
من معه من الشباب ، فقال : تلك جوارح حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر
، وارج منظومة من المعادلات الحتمية في الصحة وهي على النحو الأتي :
كن تقياً تعش قوياً ( صحياً ) .
أحفظ جوارحك في شبابك بالطاعة ، يحفظها الله
لك عند الكبر .
عند كبر السن تتجمد الخلايا الدماغية ( تتكلس ) على ما كنت
عليه في شبابك، من سلوك وأفكار وهمة واهتمامات ، فلتكن في شبابك تلك السلوكات
والأفكار والاهتمامات وفق شرعه الله ، حتى تستمر عليها في كبرك وخريف عمرك .
إذا التزمت اوامر الله تعالى ، فأنت في مأمن من الخوف من اية جهة ارضية ، والنكسات
النفسية .
عند الضال العاصي نهاية الخط البياني للقوة والهمة هي مرحلة الشباب
، وفي حياة المؤمن يستمر الخط البياني في التصاعد همة وحيوية وقوة مشتقة من قوة
الله عز وجل ، وحكمته تعالى ، إذ بهذا المنعطف الحاد من العمر ، يزداد حكمة وعلما
ومكانة وايمانا وطهارة ويهتم بمعاني الأمور ويدع سفاسف الأمور .
احفظ جوارحك
بالصغر بطاعة الله يحفظها الله لك في الكبر .
العبرة بالسعادة ، عندما تكون
بالقرب من الله تعالى ، لأنها قمة السعادة والنشوة .
كن لله كما يريد ، يكفيك
ما تريد ، ويصلح لك امرك ، ويزكي لك وقتك ، فتنجز الأعمال العظيمة في وقت قصير .
ابتعد عن نمط المخالطة مع الناس من نوع الداء العضال ، الذين لا يتحدثون الا
على الدنيا ومتاعها ، والتسخط بقدر الله تعالى ، والتفاخر بارصدتهم واسفارهم ،
وادعاء ان ما هم فيه مصدره قوتهم وذكائهم وامكانياتهم ، حيث لا يرون ان يد الله
تفعل في كل شئ ، حكمة وتدبيرا ، فهذا النمط من المخالطة ، يؤذي القلب والجسد معاً ،
ومن هنا خالط من هم كالدواء لك في الحكمة والنصح والأمانة ، بحيث يكون بلسم للجراح
وشفاء ، لا الم وسحق ومعاناة واشتغال بأفات اللسان ، ولذلك عند سماع كلام اهل
الدنيا ، تشتهي الموت ، لأن حديثهم في المصائب والمآسي والألام ، والتفاخر والتباهي
، فذكر الناس داء ، وذكر الله تعالى شفاء .
اعمل ما امراك الله وفق منهجه ،
وسلم لله ، ولا تخاف ولا تحزن .
لا ينالك البلاء الحقيقي وانت مؤمن ، ملتزم
بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولا ينالك البلاء وانت شاكر لله تعالى
.
بقراءة القرآن المتدبرة ، تتنزل ، رحمة وطمأنينة لاتخطر على بالك ولم تجري
على لسانك .
لا تكن تشاؤمياً وسودواياً ، والله إذا اعطاك ادهشك ، فالله هو
الرزاق ، ولو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماءً غدقا .
الله ضمن رزقك ،
واعمل ما كلفك الله به .
قال تعالى " وكذلك ينجي المؤمنين ، هي قانون في كل
زمان ومكان وحين ولكل عبد منيب صادق بهذا الدعاء .
قال الجنيد علل القلوب من
أتباع الهوى، كما أن علل الجوارح من مرض البدن (تفسير القرطبي ،1/197).
حواس
الإنسان أشرف من الكواكب المضيئة، والسمع والبصر منها بمنزلة الشمس والقمر في إدراك
المدركات بها ، واعضاؤه تصير ثم البلى ترابا من جنس الأرض ،وفيه من جنس الماء العرق
وسائر رطوبات البدن، من جنس الهواء فيه الروح والنفس، ومن جنس النار فيه المرة
الصفراء ،وعروقه بمنزلة الأنهار في الأرض وكبده بمنزلة العيون التي تستمد منها
الأنهار لأن العروق تستمد من الكبد ،ومثانته بمنزلة البحر لأنصباب ما في أوعية
البدن ليها كما تنصب الأنهار الى البحر، وعظامه بمنزلة الجبال التي هي أوتاد الأرض
واعضاؤه ، أن لكل شجر ورقا أو تمرا فكذلك لكل عضو فعل أو أثر والشعر على البدن
منزلة النبات والحشيش على الأرض، فهو العالم الصغير مع العالم الكبير مخلوق محدث
لصانع واحد لا إله إلا هو ،وهو دال على وحدانيته وقدرته وعظم سلطانه ( تفسير
القرطبي ، 2/203) وهذا التعبير يعطي الانسان قوة كقوة الكون ، ان دارت دقات قلبه مع
نبض الكون الموحد لربه السائر على نهجه ، المتسق مع الحياة لا المتناقض معها ، وتلك
حقيقية يغفل عنها الكثيرون ، فيبحثون عن السعادة في المادة والعالم الخارجي ، وهي
في الواقع تسكن نبضات قلوبهم ان وحدت لله تعالى ، وصدقتها الجوارح بالسلوك والعمل
لله تعالى لا لللأنا المستأسدة المستنسرة في الجسد ؛ وتضخم وجودها في الذات والحياة
، وابتهل معها اللسان بالتسبيح والذكر مع الكون الواسع الممتد ، تعبر جسور الدنيا
إلى الأخرة في خلود سرمدي لا يعرف الفناء .
ومن هنا طاعة في مجاهدة الذات في
الحياة وفق منهج الله تعالى ، وحراك هادف لا يعرف التوان ، واستعانة بالدعاء بلسم
الحياة ، وتفاؤل مستمد من طاقة الأيمان ، وتنزيل للنصوص الشرعية على الواقع لتتفاعل
معه في استمداد منهج الحياة في الحياة ، وفقه لقوانين البلاء في الحياة ، وكسر
للنمطية في الحياة ، وحسن ظن بالله ، ركائز مهمة في ابجديات الحياة
............................................
كثيرون هم الذين يتمنون ، سمات معينة لخريف العمر ، ونمط
معين لرحلة كبر السن ، في كمالٍ من الصحة والعافية ، بعيداً عن الأمراض المزمنة
والمقعدة ، والالام النفسية التي تواكب كبر السن ، فضلاً عن حالات من الاكتئاب
والشدة النفسية .
وكم هم الذين افنوا حياتهم في الكتابة والتأليف في كيفية
العناية بالجسد ولياقته ، والغذاء المتوازن ، وكيفية تجنب الأمراض ، وكيفية
الأحتفاظ بعمر مديد من الحياة ، ولم تنفعهم ارواقهم التي كتبوها ، ونالهم المرض
والتعب وفارقوا الحياة ، ولم تغني عنهم اراقهم التي كتبها شيئاً.
كثيرون هم
الذين يتكلمون عن الأسرار الذهبية في حفظ خريف العمر ، عبرسبل الغذاء والرياضة ،
ولا ينكر ذلك احد ، ولا يمكن لأحد ان يعترض على ذلك ، ولا خلاف انها من الاسباب
النافعة في ذلك ، وحث عليها الشرع الحكيم ، فيما يعرف بالطب النبوي .
ولكن
يغفل الكثير ، عن دور الطاعة ، في حفظ الصحة في خريف العمر ، واثر النشأة على
الأيمان في ذلك ، من خلال قضاء الشاب عمره ، في طاعة الله والتزام اوامره تعالى ،
وضبط شهواته ، بحيث ينأى بنفسه عن السلوكات المنحرفة ، فيهيأ لذاته برنامجاً لطلب
العلم ، في اوقات محددة ، لا يساوم به ، بنزهة او شهوة ، ويبرمج ذاته على اداء
العبادات ، والحياة الأجتماعية وفق ذوقيات الشرع الحكيم ، ويعلي في ذاته قيمة
التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وينمي قيمة الغيرة على محارمة في اللغة الفردية
وامته في اللغة الاجتماعية ، ويأخذ من الدنيا فيما لا يضره في الأخرة ، وفيما هو
رصيد مستمر له في حساباته الجارية في الأخرة ، لأنه رسخ في اعماقه ، ان التجارة
الرابحة هي التجارة الأخروية ، وان الدنيا بضع ايام ، وتذهب عن كل ما فيها ، وانه
بضعة ايام ، كل يوم يمضي منها ، يقترب من نقطة النهاية ، فلا بد من ان يلحق بالركب
، حيث نماذج الأسوة في عهد السيرة النبوية ، وسير العلماء الأفذاذ الأوائل .
ومن هنا ادرج تلك المعادلات الحتمية في تحقيق الصحة والعافية في نهايات
العمر* ، ومن هنا ان حفظت امر الله في شبابك وقوتك ، حفظها الله تعالى لك ، في خريف
عمرك ، وروي عن احد العلماء ، وقد كبر سنة ، وقطع نهراً بقوة شبابية مذهلة ، ادهشت
من معه من الشباب ، فقال : تلك جوارح حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر
، وارج منظومة من المعادلات الحتمية في الصحة وهي على النحو الأتي :
كن تقياً تعش قوياً ( صحياً ) .
أحفظ جوارحك في شبابك بالطاعة ، يحفظها الله
لك عند الكبر .
عند كبر السن تتجمد الخلايا الدماغية ( تتكلس ) على ما كنت
عليه في شبابك، من سلوك وأفكار وهمة واهتمامات ، فلتكن في شبابك تلك السلوكات
والأفكار والاهتمامات وفق شرعه الله ، حتى تستمر عليها في كبرك وخريف عمرك .
إذا التزمت اوامر الله تعالى ، فأنت في مأمن من الخوف من اية جهة ارضية ، والنكسات
النفسية .
عند الضال العاصي نهاية الخط البياني للقوة والهمة هي مرحلة الشباب
، وفي حياة المؤمن يستمر الخط البياني في التصاعد همة وحيوية وقوة مشتقة من قوة
الله عز وجل ، وحكمته تعالى ، إذ بهذا المنعطف الحاد من العمر ، يزداد حكمة وعلما
ومكانة وايمانا وطهارة ويهتم بمعاني الأمور ويدع سفاسف الأمور .
احفظ جوارحك
بالصغر بطاعة الله يحفظها الله لك في الكبر .
العبرة بالسعادة ، عندما تكون
بالقرب من الله تعالى ، لأنها قمة السعادة والنشوة .
كن لله كما يريد ، يكفيك
ما تريد ، ويصلح لك امرك ، ويزكي لك وقتك ، فتنجز الأعمال العظيمة في وقت قصير .
ابتعد عن نمط المخالطة مع الناس من نوع الداء العضال ، الذين لا يتحدثون الا
على الدنيا ومتاعها ، والتسخط بقدر الله تعالى ، والتفاخر بارصدتهم واسفارهم ،
وادعاء ان ما هم فيه مصدره قوتهم وذكائهم وامكانياتهم ، حيث لا يرون ان يد الله
تفعل في كل شئ ، حكمة وتدبيرا ، فهذا النمط من المخالطة ، يؤذي القلب والجسد معاً ،
ومن هنا خالط من هم كالدواء لك في الحكمة والنصح والأمانة ، بحيث يكون بلسم للجراح
وشفاء ، لا الم وسحق ومعاناة واشتغال بأفات اللسان ، ولذلك عند سماع كلام اهل
الدنيا ، تشتهي الموت ، لأن حديثهم في المصائب والمآسي والألام ، والتفاخر والتباهي
، فذكر الناس داء ، وذكر الله تعالى شفاء .
اعمل ما امراك الله وفق منهجه ،
وسلم لله ، ولا تخاف ولا تحزن .
لا ينالك البلاء الحقيقي وانت مؤمن ، ملتزم
بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولا ينالك البلاء وانت شاكر لله تعالى
.
بقراءة القرآن المتدبرة ، تتنزل ، رحمة وطمأنينة لاتخطر على بالك ولم تجري
على لسانك .
لا تكن تشاؤمياً وسودواياً ، والله إذا اعطاك ادهشك ، فالله هو
الرزاق ، ولو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماءً غدقا .
الله ضمن رزقك ،
واعمل ما كلفك الله به .
قال تعالى " وكذلك ينجي المؤمنين ، هي قانون في كل
زمان ومكان وحين ولكل عبد منيب صادق بهذا الدعاء .
قال الجنيد علل القلوب من
أتباع الهوى، كما أن علل الجوارح من مرض البدن (تفسير القرطبي ،1/197).
حواس
الإنسان أشرف من الكواكب المضيئة، والسمع والبصر منها بمنزلة الشمس والقمر في إدراك
المدركات بها ، واعضاؤه تصير ثم البلى ترابا من جنس الأرض ،وفيه من جنس الماء العرق
وسائر رطوبات البدن، من جنس الهواء فيه الروح والنفس، ومن جنس النار فيه المرة
الصفراء ،وعروقه بمنزلة الأنهار في الأرض وكبده بمنزلة العيون التي تستمد منها
الأنهار لأن العروق تستمد من الكبد ،ومثانته بمنزلة البحر لأنصباب ما في أوعية
البدن ليها كما تنصب الأنهار الى البحر، وعظامه بمنزلة الجبال التي هي أوتاد الأرض
واعضاؤه ، أن لكل شجر ورقا أو تمرا فكذلك لكل عضو فعل أو أثر والشعر على البدن
منزلة النبات والحشيش على الأرض، فهو العالم الصغير مع العالم الكبير مخلوق محدث
لصانع واحد لا إله إلا هو ،وهو دال على وحدانيته وقدرته وعظم سلطانه ( تفسير
القرطبي ، 2/203) وهذا التعبير يعطي الانسان قوة كقوة الكون ، ان دارت دقات قلبه مع
نبض الكون الموحد لربه السائر على نهجه ، المتسق مع الحياة لا المتناقض معها ، وتلك
حقيقية يغفل عنها الكثيرون ، فيبحثون عن السعادة في المادة والعالم الخارجي ، وهي
في الواقع تسكن نبضات قلوبهم ان وحدت لله تعالى ، وصدقتها الجوارح بالسلوك والعمل
لله تعالى لا لللأنا المستأسدة المستنسرة في الجسد ؛ وتضخم وجودها في الذات والحياة
، وابتهل معها اللسان بالتسبيح والذكر مع الكون الواسع الممتد ، تعبر جسور الدنيا
إلى الأخرة في خلود سرمدي لا يعرف الفناء .
ومن هنا طاعة في مجاهدة الذات في
الحياة وفق منهج الله تعالى ، وحراك هادف لا يعرف التوان ، واستعانة بالدعاء بلسم
الحياة ، وتفاؤل مستمد من طاقة الأيمان ، وتنزيل للنصوص الشرعية على الواقع لتتفاعل
معه في استمداد منهج الحياة في الحياة ، وفقه لقوانين البلاء في الحياة ، وكسر
للنمطية في الحياة ، وحسن ظن بالله ، ركائز مهمة في ابجديات الحياة
............................................