فلنحيا بالقرآن
ها هو شهر رمضان قد لملم حقائبه ومضى ، وأتى بعده العيد يزف البشرى لفجرِ عامٍ جديد؛ ثم انصرف هو الآخر وبعدها عاد كلٌ إلى عمله فالطلاب إلى المدارس والجامعات والكبار إلى الأعمال والنشاطات .. وعاد هو فوق رفوف المكتبات ؛ وفي دروج السيارات ؛ وفي أماكن الزينة والصالونات .. ففي رمضان كان موجوداً في كل مكان وكان يحتل معظم الأوقات ففي وقت السحر هو الرفيق المنتظر.. وفي أوقات الخلوة هو نعم السلوى .. وفي النهار نحيا بكلام الكريم الدَّيان ؛ أما الآن فقد ضعفتِ الهمة وفترتِِِ العزيمة وعاد كلُ شيء كما كان قبل رمضان..
ولكنه كتاب ربي فهو غالٍ جداً ؛ فهو كتاب الله الحكيم .. وصراطه المستقيم.. وهو التشريع والدستور.. وهو منهج حياتنا على مر العصور.. وهو نبراسنا ومصدر سرورنا والحبور.. فكيف لنا أن نتخلى عنه ونبتعد عن قراءته ومدارسته ؟!
أيعقل أن نكون ممن هجر القرآن ونحن لا ندري !! ويأتي حبيبي وشفيعي وقدوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم حزيناً يوم القيامة ويقول :
ولا نعتقد أنَّ هذا الهجر نوعٌ واحد إنما هو أنواعُ كثيرة : فمنه هجر التلاوة وهجر السماع وهجر التدبر وطبعاً هناك هجر التطبيق والتبليغ وهجر الحفظ ..
أترانا هجرنا التلاوة والسماع والحفظ ؟
قرأنا كثيراً من الصحف والمجلات وسمعنا كثيراً من الأغنيات والمسلسلات ؛ ولكنا ضِقنا ذرعاً بسماعِ أو قراءةِ صفحةٍ من القرآن أو حتى حفظها !!
فالعودة العودة إلى رحاب هذا الكتاب العظيم تلاوةً وسماعاً وحفظاً ..
ولا ننسى قوله تعالى : ﴿وَلَقَد يَسَّرنَا القُرآنَ لِلذِّكرِ فَهَل مِن مُّدَّكِر﴾
أم ترانا هجرنا التدبر والتطبيق والتبليغ ؟؟! فإن كنا فعلنا ذلك فهذا الأخطر..
أنفقه كلَّ لغةٍ وكلَّ عبارة ولا نفقه كلام ربنا ؟! وكيف نقيم الحروف ونضيع الحدود فلا نأتمر بالأوامر ولاننتهي عند النواهي !!
أقفها مع نفسي أولاً .. أخاطبها .. أحاسبها .. أناصحها .. أذكرُّها .. أيُّ النفوس أنتِ ؟!
أتهجرين القرآن وترجين رفقة النبي العدنان والخلود في أعلى الجنان ؟!!
فهزني هذا السؤال ؛ وراعني هذا المآل إن بقيت هاجرة للقرآن ؛ فانتبهت من رقدتي واستيقظت من غفلتي وقلت انتهى زمن السبات وبدأ زمن الحياة وبه تحيا الحياة فرفعنا شعار
ليس شعاراً فحسب بل هو مشروع دعوة ؛ هدفه أن نعودَ للقرآن لكن بطريقةٍ مختلفة ؛ سنأخذ آية من الآيات في كل أسبوع ونضعها شعاراً لنا في حياتنا فإن كانت أمراً نأتمر به وإن كانت نهياً ننتهي عنه وإن كانت أسلوب دعوة نتخذه أسلوباً..
سنعود بطريقة ثانية سنفهم القرآن كما لم نفهمه من قبل ؛ سنحيا بالقرآن و سنعكس تطبيقات القرآن على حياتنا العملية ..
لن يبقى القرآن حبيسَ الحروف دون أن نطبق الأحكام ولن يبقى القرآن كما يظنه البعض لرمضان فقط أو للتبرك والاستشفاء ؛ فالقرآن يدفعنا للحياة والنجاح والفلاح ..
سنعمل جاهدين أن ننشر هذه الآيات في كل مكان في المنتديات وفي حلقات تحفيظ القرآن وللأخوة والأقارب والأصدقاء وفي كل مكان كل بحسب طاقته واستطاعته وعندئذٍ فقط نكون قد تلافينا جزءاً يسيراً من تقصيرنا بحق القرآن الكريم ولا نكون ممن هجرَ القرآن فاشتكى منه سيدُ الأنام ..فضعوا أيديكم في أيدينا كي (( نحيا بالقرآن )) ... __________________
قال تعالى : ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ(33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) ﴾ سورة :ق
كلنا نشتاق للجنة وندعو الله في قيامنا وركوعنا وسجودنا أن يبلغنا الفردوس الأعلى ؛ وفي هذه الآية الكريمة يبين الله سبحانه وتعالى لنا صفات من سيدخل الجنة ويلقى فيها النعيم والمزيد ..
فهيا بنا نتعرف إلى هذه الصفات العظيمة ونستقي من هذا المعين الصافي لنحصل على الدواء الشافي الذي يوصلنا إلى جنة الباري :
الصفة الأولى : أن يكون العبد أواباً _ أي _ رجَّاعاً إلى الله من معصيته إلى طاعته ومن غفلته عنه إلى ذكره ..
والأواب: هو الذي " يتذكر ذنبه ثم يستغفر منه " ..
وهو الذي " إذا ذكر ذنبه في الخلاء استغفر منه " ..
وهو الذي " يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب" ..
الصفة الثانية : أن يكون العبد حفيظاً ..
قال ابن عباس : أن يكون حفيظاً لما ائتمنه الله عليه ..
وقال قتادة : أن يكون حفيظاً لما استودعه من حقه ونعمته ..
ولما كانت النفس لها قوتان قوة الطلب وقوة الإمساك ، كان الأواب مستعملاً لقوة الطلب في رجوعه إلى الله ومرضاته وطاعته ؛ و الحفيظ مستعملاً لقوة الحفظ في الإمساك عن معاصيه ونواهيه ؛ فالحفيظ : الممسك نفسه عما حرم عليه ، والأواب المقبل إلى الله بطاعته ..
الصفة الثالثة : أن يكون العبد ممن خشي الرحمن بالغيب ..
ويتضمن الإقرار بوجوده وربوبيته وقدرته وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوال العبد ؛ ويتضمن الإقرار بوعده ووعيده ولقائه فلا تصح خشية الرحمن بالغيب إلا بعد هذا كله ..
الصفة الرابعة : أن يأتي العبد بقلب منيب ..
قال ابن عباس : راجع عن معاصي الله مقبل على طاعة الله ؛ وحقيقة الإنابة عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والإقبال عليه ..
فمن اجتمعت فيه هذه الصفات الأربع كان ممن يدخل الجنة بسلام وهذه صفات تستوجب المجاهدة والعمل الجاد والتشمير للوصول إلى هذه السلعة الغالية ..
فهيا أيها المشتاق إلى الجنة والطامع في الزيادة .. تخلق بهذه الصفات الكريمة تحصل على هذه المنحة العظيمة .. وهيا بنا نبدأها حملة توبة وحفظ وخشية وإنابة .. والله الموفق ..
ها هو شهر رمضان قد لملم حقائبه ومضى ، وأتى بعده العيد يزف البشرى لفجرِ عامٍ جديد؛ ثم انصرف هو الآخر وبعدها عاد كلٌ إلى عمله فالطلاب إلى المدارس والجامعات والكبار إلى الأعمال والنشاطات .. وعاد هو فوق رفوف المكتبات ؛ وفي دروج السيارات ؛ وفي أماكن الزينة والصالونات .. ففي رمضان كان موجوداً في كل مكان وكان يحتل معظم الأوقات ففي وقت السحر هو الرفيق المنتظر.. وفي أوقات الخلوة هو نعم السلوى .. وفي النهار نحيا بكلام الكريم الدَّيان ؛ أما الآن فقد ضعفتِ الهمة وفترتِِِ العزيمة وعاد كلُ شيء كما كان قبل رمضان..
ولكنه كتاب ربي فهو غالٍ جداً ؛ فهو كتاب الله الحكيم .. وصراطه المستقيم.. وهو التشريع والدستور.. وهو منهج حياتنا على مر العصور.. وهو نبراسنا ومصدر سرورنا والحبور.. فكيف لنا أن نتخلى عنه ونبتعد عن قراءته ومدارسته ؟!
أيعقل أن نكون ممن هجر القرآن ونحن لا ندري !! ويأتي حبيبي وشفيعي وقدوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم حزيناً يوم القيامة ويقول :
﴿يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا ﴾
أترانا هجرنا التلاوة والسماع والحفظ ؟
قرأنا كثيراً من الصحف والمجلات وسمعنا كثيراً من الأغنيات والمسلسلات ؛ ولكنا ضِقنا ذرعاً بسماعِ أو قراءةِ صفحةٍ من القرآن أو حتى حفظها !!
فالعودة العودة إلى رحاب هذا الكتاب العظيم تلاوةً وسماعاً وحفظاً ..
ولا ننسى قوله تعالى : ﴿وَلَقَد يَسَّرنَا القُرآنَ لِلذِّكرِ فَهَل مِن مُّدَّكِر﴾
أم ترانا هجرنا التدبر والتطبيق والتبليغ ؟؟! فإن كنا فعلنا ذلك فهذا الأخطر..
أنفقه كلَّ لغةٍ وكلَّ عبارة ولا نفقه كلام ربنا ؟! وكيف نقيم الحروف ونضيع الحدود فلا نأتمر بالأوامر ولاننتهي عند النواهي !!
فلا بدَّ هنا من وقفة
أتهجرين القرآن وترجين رفقة النبي العدنان والخلود في أعلى الجنان ؟!!
فهزني هذا السؤال ؛ وراعني هذا المآل إن بقيت هاجرة للقرآن ؛ فانتبهت من رقدتي واستيقظت من غفلتي وقلت انتهى زمن السبات وبدأ زمن الحياة وبه تحيا الحياة فرفعنا شعار
( فلنحيا بالقرآن )
سنعود بطريقة ثانية سنفهم القرآن كما لم نفهمه من قبل ؛ سنحيا بالقرآن و سنعكس تطبيقات القرآن على حياتنا العملية ..
لن يبقى القرآن حبيسَ الحروف دون أن نطبق الأحكام ولن يبقى القرآن كما يظنه البعض لرمضان فقط أو للتبرك والاستشفاء ؛ فالقرآن يدفعنا للحياة والنجاح والفلاح ..
سنعمل جاهدين أن ننشر هذه الآيات في كل مكان في المنتديات وفي حلقات تحفيظ القرآن وللأخوة والأقارب والأصدقاء وفي كل مكان كل بحسب طاقته واستطاعته وعندئذٍ فقط نكون قد تلافينا جزءاً يسيراً من تقصيرنا بحق القرآن الكريم ولا نكون ممن هجرَ القرآن فاشتكى منه سيدُ الأنام ..فضعوا أيديكم في أيدينا كي (( نحيا بالقرآن )) ... __________________
قال تعالى : ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ(33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) ﴾ سورة :ق
كلنا نشتاق للجنة وندعو الله في قيامنا وركوعنا وسجودنا أن يبلغنا الفردوس الأعلى ؛ وفي هذه الآية الكريمة يبين الله سبحانه وتعالى لنا صفات من سيدخل الجنة ويلقى فيها النعيم والمزيد ..
فهيا بنا نتعرف إلى هذه الصفات العظيمة ونستقي من هذا المعين الصافي لنحصل على الدواء الشافي الذي يوصلنا إلى جنة الباري :
الصفة الأولى : أن يكون العبد أواباً _ أي _ رجَّاعاً إلى الله من معصيته إلى طاعته ومن غفلته عنه إلى ذكره ..
والأواب: هو الذي " يتذكر ذنبه ثم يستغفر منه " ..
وهو الذي " إذا ذكر ذنبه في الخلاء استغفر منه " ..
وهو الذي " يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب" ..
الصفة الثانية : أن يكون العبد حفيظاً ..
قال ابن عباس : أن يكون حفيظاً لما ائتمنه الله عليه ..
وقال قتادة : أن يكون حفيظاً لما استودعه من حقه ونعمته ..
ولما كانت النفس لها قوتان قوة الطلب وقوة الإمساك ، كان الأواب مستعملاً لقوة الطلب في رجوعه إلى الله ومرضاته وطاعته ؛ و الحفيظ مستعملاً لقوة الحفظ في الإمساك عن معاصيه ونواهيه ؛ فالحفيظ : الممسك نفسه عما حرم عليه ، والأواب المقبل إلى الله بطاعته ..
الصفة الثالثة : أن يكون العبد ممن خشي الرحمن بالغيب ..
ويتضمن الإقرار بوجوده وربوبيته وقدرته وعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوال العبد ؛ ويتضمن الإقرار بوعده ووعيده ولقائه فلا تصح خشية الرحمن بالغيب إلا بعد هذا كله ..
الصفة الرابعة : أن يأتي العبد بقلب منيب ..
قال ابن عباس : راجع عن معاصي الله مقبل على طاعة الله ؛ وحقيقة الإنابة عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والإقبال عليه ..
فمن اجتمعت فيه هذه الصفات الأربع كان ممن يدخل الجنة بسلام وهذه صفات تستوجب المجاهدة والعمل الجاد والتشمير للوصول إلى هذه السلعة الغالية ..
فهيا أيها المشتاق إلى الجنة والطامع في الزيادة .. تخلق بهذه الصفات الكريمة تحصل على هذه المنحة العظيمة .. وهيا بنا نبدأها حملة توبة وحفظ وخشية وإنابة .. والله الموفق ..