بيان صادر عن أمانة سر حركة فتح وقيادة فصائل م.ت.ف في منطقة الشمال
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في منطقة الشمال
يا أهلنا المنكوبين في مخيم نهر البارد
بعد سنة ونصف من العذاب والألم والتشرد يتم الإطلاق الرسمي لعملية إزالة الانقاض من مخيم نهر البارد ، ولا ندري متى ستبدأ عملية الاعمار ، ومازلنا خائفين ، وهل ستدفع الدول المانحة الاموال أم لا ، فنحن تحت رحمة الله ولا نشك في ذلك ، لكنَّ تخلي المجتمع الدولي الذي نشاهده جهاراً نهاراً يحلق حالة القلق ، والخوف ، على مستقبل مخيم نهر البارد واهله .
ما يطمئننا هو فقط الوعد المخلص الذي أعطاه دولة الرئيس السنيورة بحتمية العودة وإعادة الاعمار ، وما أكده فخامة الرئيس ميشال سليمان ، لكن الأمر مرتبط بتوفر الأموال ، هذه الأموال التي لم تدفع حتى الآن ، وهذه الأموال التي جففت عن الانروا أيضاً مما جعلها تقلص خدماتها الأساسية والضرورية، سواء عل صعيد الصحة ، أو الخدمات الاجتماعية ، أو ايجارات المنازل ، أو أتمام البنية التحتية . والأوضاع أصبحت في غاية الخطورة ، وأهالي مخيم نهر البارد الذين دمِّرت بيوتهم ومؤسساتهم ، وفقدوا كل ممتلكاتهم أصبح المطلوب منهم ان يواجهوا الوضع المأساوي الجديد بسبب تخلي المجتمع الدولي عنهم ، وهذه الأسر التي حكم عليها أن تسكن في بيوت مؤقتة لا تتوافر فيها مقوِّمات الحياة الكريمة ، وهي أصلاً لا تملك شيئاً ، ولم يقدم لها منذ بداية الأزمة سوى (مليوني ليرة وألف دولار ) للأسرة الواحدة إضطروا لشراء ما يسترهم ويستر أبناءهم أو إلى ترميم بيوتهم ، أو تغطية المصاريف الأساسية حيث البطالة تفوق 70% .
يوم الاربعاء 29 تشرين الثاني ستكون هناك كلمات إفتتاح في حفل الإطلاق الرسمي لعملية إزالة الانقاض من مخيم نهر البارد ، ومن بين المتحدِّثين سيكون ممثـِّل منظمة التحرير الفلسطينية ، وسيتم اختيار أحلى الكلمات أمام أضواء الكاميرات والفضائيات ، وأنا كأمين سر لقيادة حركة فتح وفصائل م.ت.ف في منطقة الشمال أعيش الهمَّ بكل تفاصيله ، وألمس المعاناة اليومية لأهلنا والتي لا تطاق ، وهذه المعاناة تحدث على مرأى ومسمع ومعرفة م.ت.ف في لبنان، ولكن للأسف لم أشعر أنا كمسؤول ولا الاطار الذي اتحمل مسؤوليته أن هناك أهتماماً بمعالجة مشاكل وهموم الناس المساكين ولو بالحد الأدني ، فهناك حالة حرمان مفروضة على المنطقة ، وأستطيع أن أقول بأن هناك نوعاً من التخلي المقصود والمبرمج .
ولأنني أعتبر أن مرجعيتي الحقيقية هي شعبي الفلسطيني الذي أعيش بينه قبل أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية ، ولأن المضايقة والحرمان بلغ الحد الأقصى بات عليَّ أن أوضح الحقائق التالية :
أولاً : لقد أوقف ممثل م.ت.ف في لبنان موازنة الطوارئ المخصصة لنكبة نهر البارد منذ شهر نيسان ولم تدفع سوى مرة واحدة خلال الستة شهور الماضية لحسابات لا أريد الخوض فيها ، بينما يتم صرف المساعدات والأموال على المقربين من السفارة وذلك بشهادة كافة القيادات التي تزور السفارة ، إذاً هناك أموال موجودة في السفارة ، ولا توجد أزمة مالية كما يدعي البعض ، لكن هذه الأموال ليست لمنكوبي نهر البارد على ما يبدو وانما لتوظيفات اخرى .
ثانياً : هناك معاملات علاج مقدمة إلينا كمنطقة من المرضى تتضمن عمليات جراحية ، وأدوية، وصوراً شعاعية وغيرها ، وقد قدمت منذ ستة شهور تقريباً ، ونحن بدورنا قدّمناها إلى السفارة حسب الأصول ، لكن للأسف أن هذه المعاملات التي تحمل توقيعنا لم يُصرف منها شيء ، ومازالت حتى الآن وبشكل متعمد من السفارة والضمان التابع لها مهملة بحجة أنه لا يوجد أموال، بينما الأموال تعطى للموالين والمقربين وبشكل معيب ، وهذه حقيقة يجب أن يعرفها أبناء شعبنا الذين يعانون الأمرَّين .
ثالثاً : إنَّ دفع الأقساط للطلاب الجامعيين من نهر البارد في السنة الماضية واجه تعقيدات مفتعلة أحرجتنا كثيراً ، ولم يتم دفعها إلا بعد تسعة شهور من النضال والصراع المتواصل ، علماً أن المبلغ الذي كان متبقياً من منحة الستة ملايين دولار وهو بحدود ثلاثماية وسبعين ألف دولاراً كان يستطيع أن يحل الجزء الأكبر من المشكلة ، لكن الامور لم تسر بهذا الاتجاه ، وانا شخصياً أشكر الانروا التي سعت جاهدة مع سفارة الامارات لحل هذه المشكلة ، والسؤال الأكبر الآن من الذي سيدفع أقساط الطلاب الجامعيين لهذا العام ؟
أتمنى أن تبادر الانروا إلى تحمل مسؤولية هذا الموضوع عبر الدول المانحة لأن في ذلك ضمانة أكبر وأفضل من أي طرف آخر .
رابعاً : أنا لا أفهم وجود أزمة مالية تصل إلى حد وقف موازنة الطوارئ لمنكوبي نهر البارد منذ ستة شهور ، بينما هناك أموال لشراء عدد كبير من السيارات الفخمة ، والمصفـَّحة ، والرانجات، ومنها الكثير قُدم لشراء الذمم ، أيضاً أنا لا أستطيع أن أفهم أن تكلفة السفارة الجديدة هي بحوالي ستة ملايين دولار ، وفيها الفرش الثمين جداً ، والغرف المجهزة للمقربين الذين سيتربعون على عرش السفارة ، بينما مئات العائلات لا تجد مالاً لا لسد احتياجاتهم ، ولا للعلاج، ولا لتعليم أبنائهم .
ولا أعتقد أن المدخل لخدمة القضية الفلسطينية يكون بمثل هذه الأبنية الفخمة .
خامساً : وأنا أتقدم بالشكر باسم شعبنا الفلسطيني في مخيم نهر البارد وباسم حركة فتح ، وقيادة م.ت.ف في منطقة الشمال إلى الشيخ سعد الحريري شخصياً ، وإلى تيار المستقبل الذي يقدم لنا كمية من المواد الطازجة التي أسهمت في حل جزء من المشكلة داخل المخيم .
كنا نأمل أن يتحرك سفيرنا في لبنان باتجاه سفراء فلسطين في العالم لحثهم على تقديم الدعم المالي والمادي لأهلهم في مخيم نهر البارد بغض النظر عمَّا تقدمه الانروا ، لكنَّ هذا الأمر لم يحدث لأنه ليس على سُلم الأولويات .
إنني أقرع ناقوس الخطر ، وأحذِّر من ردود فعل مبرَّرة من الأهالي على عملية حرمان المنطقة من المساعدات وبشكل متعمد ، ولأسباب لا أريد الخوض فيها ، وآمل من الرئيس أبو مازن ومن قيادة حركة فتح أن تأخذ الاجراءات الضرورية لإنصاف أهلنا المنكوبين من مخيم نهر البارد ، وانهاء هذا الفصل المأساوي .
أمين سر قيادة حركة فتح وفصائل
م.ت.ف في منطقة الشمال
28/10/2008
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في منطقة الشمال
يا أهلنا المنكوبين في مخيم نهر البارد
بعد سنة ونصف من العذاب والألم والتشرد يتم الإطلاق الرسمي لعملية إزالة الانقاض من مخيم نهر البارد ، ولا ندري متى ستبدأ عملية الاعمار ، ومازلنا خائفين ، وهل ستدفع الدول المانحة الاموال أم لا ، فنحن تحت رحمة الله ولا نشك في ذلك ، لكنَّ تخلي المجتمع الدولي الذي نشاهده جهاراً نهاراً يحلق حالة القلق ، والخوف ، على مستقبل مخيم نهر البارد واهله .
ما يطمئننا هو فقط الوعد المخلص الذي أعطاه دولة الرئيس السنيورة بحتمية العودة وإعادة الاعمار ، وما أكده فخامة الرئيس ميشال سليمان ، لكن الأمر مرتبط بتوفر الأموال ، هذه الأموال التي لم تدفع حتى الآن ، وهذه الأموال التي جففت عن الانروا أيضاً مما جعلها تقلص خدماتها الأساسية والضرورية، سواء عل صعيد الصحة ، أو الخدمات الاجتماعية ، أو ايجارات المنازل ، أو أتمام البنية التحتية . والأوضاع أصبحت في غاية الخطورة ، وأهالي مخيم نهر البارد الذين دمِّرت بيوتهم ومؤسساتهم ، وفقدوا كل ممتلكاتهم أصبح المطلوب منهم ان يواجهوا الوضع المأساوي الجديد بسبب تخلي المجتمع الدولي عنهم ، وهذه الأسر التي حكم عليها أن تسكن في بيوت مؤقتة لا تتوافر فيها مقوِّمات الحياة الكريمة ، وهي أصلاً لا تملك شيئاً ، ولم يقدم لها منذ بداية الأزمة سوى (مليوني ليرة وألف دولار ) للأسرة الواحدة إضطروا لشراء ما يسترهم ويستر أبناءهم أو إلى ترميم بيوتهم ، أو تغطية المصاريف الأساسية حيث البطالة تفوق 70% .
يوم الاربعاء 29 تشرين الثاني ستكون هناك كلمات إفتتاح في حفل الإطلاق الرسمي لعملية إزالة الانقاض من مخيم نهر البارد ، ومن بين المتحدِّثين سيكون ممثـِّل منظمة التحرير الفلسطينية ، وسيتم اختيار أحلى الكلمات أمام أضواء الكاميرات والفضائيات ، وأنا كأمين سر لقيادة حركة فتح وفصائل م.ت.ف في منطقة الشمال أعيش الهمَّ بكل تفاصيله ، وألمس المعاناة اليومية لأهلنا والتي لا تطاق ، وهذه المعاناة تحدث على مرأى ومسمع ومعرفة م.ت.ف في لبنان، ولكن للأسف لم أشعر أنا كمسؤول ولا الاطار الذي اتحمل مسؤوليته أن هناك أهتماماً بمعالجة مشاكل وهموم الناس المساكين ولو بالحد الأدني ، فهناك حالة حرمان مفروضة على المنطقة ، وأستطيع أن أقول بأن هناك نوعاً من التخلي المقصود والمبرمج .
ولأنني أعتبر أن مرجعيتي الحقيقية هي شعبي الفلسطيني الذي أعيش بينه قبل أن تكون منظمة التحرير الفلسطينية ، ولأن المضايقة والحرمان بلغ الحد الأقصى بات عليَّ أن أوضح الحقائق التالية :
أولاً : لقد أوقف ممثل م.ت.ف في لبنان موازنة الطوارئ المخصصة لنكبة نهر البارد منذ شهر نيسان ولم تدفع سوى مرة واحدة خلال الستة شهور الماضية لحسابات لا أريد الخوض فيها ، بينما يتم صرف المساعدات والأموال على المقربين من السفارة وذلك بشهادة كافة القيادات التي تزور السفارة ، إذاً هناك أموال موجودة في السفارة ، ولا توجد أزمة مالية كما يدعي البعض ، لكن هذه الأموال ليست لمنكوبي نهر البارد على ما يبدو وانما لتوظيفات اخرى .
ثانياً : هناك معاملات علاج مقدمة إلينا كمنطقة من المرضى تتضمن عمليات جراحية ، وأدوية، وصوراً شعاعية وغيرها ، وقد قدمت منذ ستة شهور تقريباً ، ونحن بدورنا قدّمناها إلى السفارة حسب الأصول ، لكن للأسف أن هذه المعاملات التي تحمل توقيعنا لم يُصرف منها شيء ، ومازالت حتى الآن وبشكل متعمد من السفارة والضمان التابع لها مهملة بحجة أنه لا يوجد أموال، بينما الأموال تعطى للموالين والمقربين وبشكل معيب ، وهذه حقيقة يجب أن يعرفها أبناء شعبنا الذين يعانون الأمرَّين .
ثالثاً : إنَّ دفع الأقساط للطلاب الجامعيين من نهر البارد في السنة الماضية واجه تعقيدات مفتعلة أحرجتنا كثيراً ، ولم يتم دفعها إلا بعد تسعة شهور من النضال والصراع المتواصل ، علماً أن المبلغ الذي كان متبقياً من منحة الستة ملايين دولار وهو بحدود ثلاثماية وسبعين ألف دولاراً كان يستطيع أن يحل الجزء الأكبر من المشكلة ، لكن الامور لم تسر بهذا الاتجاه ، وانا شخصياً أشكر الانروا التي سعت جاهدة مع سفارة الامارات لحل هذه المشكلة ، والسؤال الأكبر الآن من الذي سيدفع أقساط الطلاب الجامعيين لهذا العام ؟
أتمنى أن تبادر الانروا إلى تحمل مسؤولية هذا الموضوع عبر الدول المانحة لأن في ذلك ضمانة أكبر وأفضل من أي طرف آخر .
رابعاً : أنا لا أفهم وجود أزمة مالية تصل إلى حد وقف موازنة الطوارئ لمنكوبي نهر البارد منذ ستة شهور ، بينما هناك أموال لشراء عدد كبير من السيارات الفخمة ، والمصفـَّحة ، والرانجات، ومنها الكثير قُدم لشراء الذمم ، أيضاً أنا لا أستطيع أن أفهم أن تكلفة السفارة الجديدة هي بحوالي ستة ملايين دولار ، وفيها الفرش الثمين جداً ، والغرف المجهزة للمقربين الذين سيتربعون على عرش السفارة ، بينما مئات العائلات لا تجد مالاً لا لسد احتياجاتهم ، ولا للعلاج، ولا لتعليم أبنائهم .
ولا أعتقد أن المدخل لخدمة القضية الفلسطينية يكون بمثل هذه الأبنية الفخمة .
خامساً : وأنا أتقدم بالشكر باسم شعبنا الفلسطيني في مخيم نهر البارد وباسم حركة فتح ، وقيادة م.ت.ف في منطقة الشمال إلى الشيخ سعد الحريري شخصياً ، وإلى تيار المستقبل الذي يقدم لنا كمية من المواد الطازجة التي أسهمت في حل جزء من المشكلة داخل المخيم .
كنا نأمل أن يتحرك سفيرنا في لبنان باتجاه سفراء فلسطين في العالم لحثهم على تقديم الدعم المالي والمادي لأهلهم في مخيم نهر البارد بغض النظر عمَّا تقدمه الانروا ، لكنَّ هذا الأمر لم يحدث لأنه ليس على سُلم الأولويات .
إنني أقرع ناقوس الخطر ، وأحذِّر من ردود فعل مبرَّرة من الأهالي على عملية حرمان المنطقة من المساعدات وبشكل متعمد ، ولأسباب لا أريد الخوض فيها ، وآمل من الرئيس أبو مازن ومن قيادة حركة فتح أن تأخذ الاجراءات الضرورية لإنصاف أهلنا المنكوبين من مخيم نهر البارد ، وانهاء هذا الفصل المأساوي .
أمين سر قيادة حركة فتح وفصائل
م.ت.ف في منطقة الشمال
28/10/2008