تاريخ الدولة الفاطمية

تاريخ الدولة الفاطمية Ooy_ac11

الدول المستقلة عن الخلافة العباسية

انفصلت العديد من الدول عن الخلافة العباسية في مصر وشمال أفريقيا وبلاد الشام وخراسان، ومن أبرز الدول التي انفصلت عن العباسيين في القرن الثالث للهجرة الدولة الطولونية في مصر، والدولة الصفارية في سجستان، والدولة السامانية في بُخارى، والدولة الفاطمية في مصر والمغرب، والدولة الطاهرية في خراسان، وأسهم وجود هذه الدول في إضعاف نفوذ الخلافة العباسية سيئًا فشيئًا حتى سقطت، وسيتحدث هذا المقال عن تاريخ الدولة الفاطمية التي استقلت عن العباسيين في مصر والمغرب، والتي حكمت ما يقارب المئتين وسبعين عامًا، وزالت على يدي صلاح الدين الأيوبي.[١]

نسب الفاطميين

في الحديث عن تاريخ الدولة الفاطمية لا بُدّ من التعريف بنسب الفاطميين، ويعود لقب الفاطميين الذي عُرف به خلفاء عبيد الله المهدي يدل على أنّهم من أولاد علي بن أبي طالب، وفاطمة الزهراء بنت النبي -صلى الله عليه وسلم-، على أن نسب الأسرة الفاطمية كان ما يزال موضوعًا لم يتفق عليه المؤرخون، ولكن المصادر الشيعية تؤكد صحة نسب الفاطميين وترجعهم إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، ولكن يكتنفها الغموض ويشوبها الاختلاف، وبخاصة في تسلسل أسماء الأئمة، وهكذا طرحت قضية الفاطميين على بساط البحث، وأثارت جدلًا بين المؤرخين لم يُحسم حتى الوقت الحاضر.[٢]

وقد أنكر العباسيون والأمويون في الأندلس النسب العلوي للفاطميين علمًا بأنّهم لك ينكروا قط شرعية غيرهم من العلويين كأمراء طبرستان في المشرق وأمراء الأدارسة في المغرب، وفي الواقع سواء كان الحكام الفاطميون من نسل إسماعيل بن جعفر الصادق أم كانوا من نسل ميمون القداح الفارسي الأصل الذي ساعد محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق في دعوته، فقد أسسوا دولة مترامية الأطراف، وأنشؤوا حضارة إسلامية زاهية، ولا يمكن أن تُنقص من هذه الحقيقة أن يكون نسبهم موضوعًا لجدل والريب، لا يُمكن إغفال تاريخ الدولة الفاطمية كأحد أهم الدول الإسلامية في ذلك الوقت.[٢]

تاريخ الدولة الفاطمية

في الحديث عن تاريخ الدولة الفاطمية فقد حكم الفاطميون ما يقارب المئتين وسبعين عامًا، أي من عام 297هجرية، وحتى عام 567هجرية، ويعدّ المؤسس الأساسي للدولة الفاطمية عبيد الله المهدي وهو من الخلفاء الفاطميين، أمّا الداعي للفاطميين فهو أبو عبد الله علي بن حوشب، وقد كان السند الرئيس للفاطميين في دعوتهم هو أنّهم من آل البيت النبوي، من أحفاد فاطمة الزهراء، ولهم الحق كلّه في حكم المسلمين، وكانت بداية الدعوة لتأسيس دولة الفاطميين في المغرب وإفريقيا، في وقت كانت فيه المغرب تحت حكم الأدارسة، ودارت العديد من المعارك بين الأدارسة وبين عبد الله بن علي بن حوشب، وقد كان النصر حليفه عام 296هجرية، وبعد هذا النصر استعدى عبيد الله المهدي الذي يعد أول خليفة فاطمي، وسجنه بعد قومه للمغرب.[٣]

وبعد أن خرج عبيد الله المهدي من السجن أسس الدولة الفاطمية، وتوجه إلى عاصمة الأدارسة، وهي مدينة رقادة، وأخذن البيعة أول خليفة في الدولة الفاطمية، وكل تلك الأحداث في ظل وجود الخلافة العباسية، وهذه يشير إلى مدى الضعف في الدولة العباسية في تلك الفترة من الزمن، وقد قام المهدي بقتل أبو عبد الله علي بن حوشب بسبب نفوذه الذي بدأ يتسع في المغرب، وكان ذلك عام 298هجرية، وقضى أيضًا على دولة الأدارسة عام 312هجرية، وصارت مدينة المهدية عاصمة له، ثم بدأ نفوذ الفاطميين يمتد إلى مصر.[٣]

مرحلة التوسع والانتشار في الدولة الفاطمية

حكم في هذه المرحلة من تاريخ الدولة الفاطمية خمسة خلفاء أشهرهم المعز لدين الله وابنه العزيز نزار والحاكم بأمر الله، وقد حكموا في مصر عدا المعز الذي حكم في المغرب ومصر، واشتهر المعز بالتقوى والورع، وهو الخليفة الفاطمي الذي تمكن من فرض السيادة الفاطمية على بلاد الحرمين، وقام بحذف اسم الخليفة العباسي في كل من المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وقد واجه كل الهجمات التي تعرضت لها الدولة الفاطمية من البيزنطيين والقرامطة والأتراك، وقد فرض عليه حكمه لمصر بناء الموانئ والسفن الحربية المختلفة، ليكون أول من وضع نظام البحرية الفاطمية في مصر، وتوفي المعز في عام 365هجرية.[٢]

وقد خلفه ابنه أبو منصور نزار الملقب بالعزيز بالله، واتبع سياسية والده ذاتها، وقد أرسى دعائم الدولة الفاطمية بمساعدة جوهر الصقلي والوزير يعقوب بن كلس، ودينيًا فقد حاول العزيز جعل المذهب الإسماعيلي مذهبًا رسميًا للدولة، فقرب أتباع هذا المذهب وأبعد مناهضيه، كما تساهل مع المسيحين ومنحهم قسطًا من الحرية لم يتمتعوا بها من قبل، وأكد العزيز السيادة الفاطمية على بلاد الشام عندما سيطر على دمشق عام 368هجرية، وأسر حاكمها، واعترف الحمدانيون في حلب بالسيادة الفاطمية أيضًا، كما نشر الدعوة الفاطمية في العراق، وأعدّ جيشًا كبيرًا لمحاربة البيزنطيين، ولكنّه توفي قبل تحقيق هذا الهدف في عام 386هجرية.[٢]

تولى الحكم بعد العزيز ابنه أبو علي المنصور، وتلقب بلقب الحاكم بأمر الله، وله من العمر إحدى عشرة سنة، فكان لمربيه وأستاذه برجوان دور الوصاية عليه، واستقل بأمور الدولة، ولكن عندما دخل الحاكم في مرحلة الشباب شعر أن سلطته مسلوبة فتخلص من برجوان، واستعاد السلطة، وقبض على الحكم بيد من حديد، ونشر الدعوة الفاطمية في أوسع رقعة ممكنة، وحقق الازدهار الاقتصادي للدولة، وقد ثابر على خطة والده في تقوية الحكم، وأصلح إساءة والده إلى أهل السنة، فأوصى لهم بالأموال وتقرّب إلى علمائهم، وبنى لهم دار العلم بالقرب من دار الحكمة، وبالغ في اتباع أوامر الدين، واتبع سياسة الاضطهاد لليهود والمسيحين، مخالفًا سياسة أجداده المتسامحة مع أهل الذمة، حتّى أنّه بدأ باضطهاد أهل السنة بعد التسامح معهم، وأجبر الناس على اتباع المذهب الاسماعيلي، وأمر بسب الصحابة، وقد سره أن يلتف الناس حوله وتقديسهم له، ويتوحدوا حول شخصه من خلال مذهب جديد اسمه مذهب التوحيد، وأطلق على اتباعه اسم الموحدين، وانتقلت السلطة من بعده إلى ابنه الشرعي أبي الحسن في عام 411هجرية.[٢]

لقب ابي الحسن بالظاهر، وقد كان الظاهر على عكس والده سمحًا عاقلًا، متجنبًا سياسة العنف، حريصًا على ما فسد من الغدارة في عهد والده، اعتنى بتحسين أوضاع البلاد الاقتصادية، وتنعمت البلاد في عهده بالهدوء والطمأنينة، وعمل على تنشيط الدعوة الفاطمية في خارج مصر حتى نجح في نشر الدعوة الفاطمية في شيزار وفارس والأحواز بفضل الداعي الفاطمي المؤيد بفضل الداعي الفاطمي المؤيد في الدين الشيرازي، تزفي الظاهر سنة 427هجرية، وخلفه ابنه أبو تميم معد.[٢]

لقب أبو تميم بالمستنصر بالله، وقد كان عمره سبع سنوات عندما استلم الخلافة، فتولت أمه الوصاية عليه، وحكمت باسمه، وقد شهد عهده أحداثًا جسامًا أثرت سلبًا في مركز الدولة، وفقدت القاهرة مكانتها كمدينة كانت مهيأة لحكم العالم الإسلامي لمدة طويلة، ويمكن تقسيم عهده الذي دام لفترة طويلة وصلت لستين عامًا من عام 427هجرية، وحتى عام 487هجرية، إلى فترتين، أولهما فترة من عام 427هجرية وحتى عام 450هجرية، والتي تميزت بعظمة الدولة واستقرار الأوضاع في مصر، وتمتعها بالطمأنينة والرخاء، وثانيهما فترة ما بين عامي 450هجرية و487هجرية، والتي امتازت بتدخل العسكر في شؤون الحكم والشؤون العامة، وكثر في هذه المرحلة تنصيب وعزل الوزراء والقضاة، مما أدخل البلاد في أزمات مادية واقتصادية، وترافق ذلك مع تناقص منسوب نهر النيل، وارتفاع في الأسعار، وانتشار المجاعة، وتفشي الأوبئة، واقترنت بقيام الصراعات الداخلية والحروب الأهلية، وفقد المستنصر السيطرة على الحكم، وبدأ الانحدار السياسي في تاريخ الدولة الفاطمية، توفي المستنصر بالله، وكان قد عين الأفضل بن بدر الجمالي وزيرًا، وبوفاته تنتهي مرحلة التوسع والانتشار من تاريخ الدولة الفاطمية.[٢]

مرحلة انحسار الدولة الفاطمية

في الحديث عن تاريخ الدولة الفاطمية فلا بدّ من ذكر مرحلة ضعف الدولة وانحسارها، وهي مرحلة طغى نفوذ الوزراء فيها على حساب صلاحيات الحكام الفاطميين ونهج الوزير الأفضل بن بدر الجمالي نهج والده، وتدخل بعد وفاة المستنصر في إقصاء ابنه الأكبر ولي عهده نزار عن العرش، ونصب أخاه الصغير أبا القاسم أحمد الذي لقب بالمستعلي وذلك في عام 487هجرية، وكانت والدة المستعلي هي ابنة بدر الجمالي وأخت الأفضل، وقد أدى إقصاء نزار عن الحكم إلى حدوث اضطرابات داخلية تمثلت بثورة الإسكندرية، بقيادة أفتكين، على حكم المستعلي، وبايع الخارجون نزارً، غير أنّ الأفضل أخمد الثورة، وقتل نزار وأفتكين، وقبض على شؤون البلاد بيد من الحديد، واستبد بالسلطة دون المستعلي.[٤]

كما أدى إقصاء نزار عن الحكم إلى انقسام الدعوة الإسماعيلية، إلى الترارية، وهم أتباع نزار الذي اعتقدوا بأحقيته بالحكم، وقد تعرضوا لحملة اضطهادات ففروا للمشرق وكان على رأسهم الحسن بن الصباح الذي أسس في بلاد فارس ما يعرف بالفرقة الترارية، والقسم الثاني هم المستعلية أتباع المستعلي فعندما توفي المستعلي عام 495هجرية، أقام الوزير الأفضل الجمالي ابن المستعلي وهو أبو علي المنصور في منصب الخلافة وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره، ولقبه بالآمر بأحكام الله، وحجر عليه واستقل بتدبير أمور الدولة، وهنا بدأ عهد زوال الدولة الفاطمية بوجود الوزراء المتحكمين بالسلطة.[٤]

الحياة الفكرية والعلمية في الدولة الفاطمية

في الحديث عن تاريخ الدولة الفاطمية لا بدّ من الإشارة إلى الأدب والعلم فيها، فقد ظهر الكثير من الأدباء والعلماء والمؤرخين في عهد الفاطميين، كما ظهر المؤرخون أمثال أبو الحسن علي بن محمد الشابشتي، وظهر الشافعي الذي أرسله الحليفة المستنصر بالله سفيرًا للدولة البيزنطية، وظهر في أواخر العهد الفاطمي أبو القاسم علي بن منجب الصيرفي، والذي اشتهر بالعروض البلاغة والخط، كما لمع الكثير من العلماء في العصر الفاطمي ومنهم محمد بن الهيثم، ومن الأطباء والفلاسفة علي بن رضوان، أمّا بالنسبة للشعر فقد كان الخلفاء الفاطميون يجزلون العطايا والجوائز على الأدباء والشعراء، وقد كثر الشعراء الذين يمدحون الخلفاء الفاطميين، وكان من بينهم شعراء سُنّة، وشعراء شيعة ومن أشهر الشعراء الشيعة ابن هانئ الأندلسي وغيره الكثير، كما أقام الفاطميون الكثير من المكتبات التي احتوت على آلاف الكتب التي نهبت أو حرقت عند انتهاء الحكم الفاطمي على يد الأيوبيين.[٥]

الحياة الدينية في الدولة الفاطمية

في الحديث عن تاريخ الدولة الفاطمية لا بدّ من معرفة الأمور المتعلقة بحياتهم الدينية، ويدين الفاطميون بدين الإسلام وهم من أتباع المذهب الشيعي الإسماعيلي، الذي كان مذهب خلفائهم مسؤولهم، وقسم من أتباعهم من العامة، ولكن المذهب الأكثر انتشارًا كان مذهب أهل السنة والجماعة، وذلك لأن الفاطميين لم يجبروا الناس على التشييع بل لجأوا إلى نشر دعوتهم في عامة البلاد، وكان دعاة الفاطميين نوعان، دعاة شعبيون ودعاة دينيون وهم الذين ينشرون الفكر الإسماعيلي، وقد أمر خلفاء الدولة دعاتهم بالتحويل المادي والمعنوي حتى وصلوا في العصر الذهبي للدولة إلى أراضي الصين، واختلفت معاملة الفاطميين للمسلمين غير الشيعة من خليفة لآخر فمنهم من كل متسامحًا لأبعد الحدود ومنهم من اضطهدهم، حتى وصل الأمر عند بعض الخلفاء الفاطميين للأمر بسب الصحابة، ومنع صلاتي التراويح والضحى في المساجد، كما ظهر في عهد الفاطميين طوائف عدة منها الطائفة الدرزية.[٦]

العمارة والآثار في الدولة الفاطمية

في الحديث عن تاريخ الدولة الفاطمية لا بدّ من ذكر حال العمران فيها، فقد عاش الفاطميون حياة ترف، وبنوا القصور فكان لهم في القاهرة قصران، أحدهما الشرقي، وقد استعمل الفاطميون الحجر المنحوت لأول مرة في واجهات المساجد بدلًا من الطوب، وزينوا الواجهات بالزخارف المحفورة على الحجر ومنها واجهات مسجد الحاكم، وكانت القباب صغيرة، أمّا الزخارف فكانت على جمال ملحوظ، ومنها الكتابة الكوفية المزهرة في المحاريب والنوافذ وكذلك زخارف محفورة في الخشب كالأبواب والمنابر.[٤]

لقد ترك الفاطميون في مناطق حكمهم آثارً كثيرة معمارية، كما أنهم من أسس مدينة القاهرة على ضفة النيل، وجعلوا منها عاصمة دولتهم وبنوا لها أربعة أبواب بأمر من جوهر الصقلي، كما أمر ببناء الجامع الأزهر، وقد جمعت العمارة الفاطمية عناصر شرقية وغربية وأكثر ما أثر في العمارة هي العمارة العباسية والقبطية والرومية في الشام وبيزنطة، وقد استعمل الفاطميون الطوب ومن تحولوا إلى الحجر النافر في عماراتهم كما اهتموا بإقامة المشاهد والمزارات المقدسة لآل البيت النبوي والتي ما زال عدد منها حاضرًا حتى الوقت الحاضر.[٤]

الفاطميون وغزو الأندلس

ويعد مدّ نفوذ الفاطميين على المغرب مرحلة مهمة من مراحل تاريخ الدولة الفاطمية، وقد بدأ التفكير لدى الفاطميين بغزو الأندلس من الجهة الغربية، وأرادوا نشر دعوتهم الشيعية فيها، آملين بذلك أن يصبح المغرب الإسلامي قد خضع لهم كاملًا، ولكن الأمويين في الأندلس لم يسمحوا للفاطميين بالوصول للأندلس، وقد كان الخليفة الأموي هناك هو الناصر لدين الله، والي عُرف بقوة شخصيته، فقام بتحصين الثغور الأندلسية الجنوبية المواجهة للمغرب تحسبًا لأي هجوم فاطمي، وقوّى الأسطول الأندلسي، واستولى على الثغور الساحلية الغربية المواجهة لسواحل المغرب، كما قام الناصر باصطناع رؤساء القبائل القائمة في المغرب مثل دولة الأدارسة الذين كان نفوذ واسع بعد الغزو الفاطمي، ولكن كل ذلك لم يمنع الغزو الفاطمي للمغرب، ونشر دعوتهم الشيعية هناك، ولكنهم لم يستطيعوا الوصول للأندلس.[٧]

سقوط الدولة الفاطمية

وفي ختام الحديث عن تاريخ الدولة الفاطمية لا بدّ من معرفة المراحل الأخيرة لها وسقوطها، فبعد وفاة المستنصر ضعف نفوذ الخلفاء الفاطميين وتعاظمت قوة الوزراء وثرواتهم فأصبحوا هم من يعينون الخلفاء ويعزلونهم حتى بات الوزراء يفضلون تعيين أمراء الفاطميين الضعفاء، وبعد تولي صلاح الدين الوزارة في مصر، ويعد آخر وزراء الدولة الفاطمية، كانت الجيش الفاطمي قائمًا والخطر الصليبي قريبًا من الحدود الشرقية لمصر، وقد قام صلاح الدين بتقوية حكمه الداخلي، فكسب محبة أهل مصر، وسيطر على الجند بمعاملته الحسنة لهم، فأحكم بذلك قبضته على موارد الدولة وأضعف نفوذ الخليفة الفاطمي العاضد لدينه الله، مما أثار مخاوف مؤتمن الخلافة في السودان، فسارع للاتصال بملوك أوربا وطلب مساندتهم ومطالبتهم بحملة صليبية على المشرق، فعلم صلاح الدين بذلك وقتل مؤتمن الخلافة وعزل كل موالي العاضد لدين الله، فثار الجند في السودان لمقتل مؤتمن الخلافة وضعف نفوذهم لكن صلاح الدين قضى على ثورتهم، مما اضطرهم لطلب الأمان منه فأجابهم لذلك، وفي عام 565هجرية، وصل الصليبيون إلى دمياط وفشلت حملتهم.[٨]

بعد فشل الحملة اضطر الملك الصليبي وقيصر الروم لطلب الصلح، وبعد هذا النصر طلب نور الدين الزنكي من صلاح الدين أن يوقف الخطبة للفاطميين، وأمر أيضًا بإسقاط الخطبة للخليفة الفاطمي العاضد، وأقامها للخليفة العباسي أبو محمد الحسين المستضيء بأمر الله، فاستجاب صلاح الدين للأمر في عام 567هجرية، وأقف الخطبة للخليفة الفاطمي وأقامها للخليفة العباسي، وكان العاضد لدين الله مريضًا وتوفي بعدها بأيام، وبذلك كانت النهاية الفعلية للدولة الفاطمية.[٨]

المراجع

1 . ↑ "الخلافة العباسية في القرن الثالث الهجري"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-11-2019. بتصرّف.

2 . ^ أ ب ت ث ج ح خ "الدولة الفاطمية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-11-2019. بتصرّف.

3 . ^ أ ب "نشأة الدولة العبيدية (الفاطمية)"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-11-2019. بتصرّف.

4 . ^ أ ب ت ث "الفاطميون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 05-11-2019. بتصرّف.

5 . ↑ "الأدب والعلوم في العصر الفاطمي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 05-11-2019. بتصرّف.

6 . ↑ "الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية "، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-11-2019. بتصرّف.

7 . ↑ "الصراع بين الدولة الفاطمية وبين الدولة الاموية في الاندلس"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 05-11-2019. بتصرّف.

8 . ^ أ ب "سقوط الدولة الفاطمية"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-11-2019. بتصرّف.