مدينة الذهب المفقودة

مدينة الذهب المفقودة Acoao_10

المدينة المفقودة

المدينة المفقودة من أشهر المدن التاريخيّة الأسطوريّة التي كثرت القصص حولها، فالبعض وصفها بالمدينة الذهبيّة التي صنع كلّ ما فيها من الذهب الخالص، والبعض الآخر وصفها بينبوع الكنوز كمملكة تعجّ بالذهب، والفضة، والأحجار الكريمة، ولكن لا أحد يعرف مصدراً مؤكداً عن هذه القصص المتداخلة، وقد جاهد علماء الآثار والمستكشفون للحصول على معلومات تقود لهذه المدينة الأسطوريّة، وقاد الرحّالة بعثات كثيرة في سبيل ذلك، وكانت تنتهي محاولاتهم بالفشل دوماً.

إلدورادو مدينة الذهب المفقودة

يطلق الكثيرون على المدينة المفقودة اسم إلدورادو التي تعني (الرجل المُذهّب) بينما يعتقد آخرون أنّه اسم لإنسان، حيث يعتقد سكان أمريكا الجنوبيّة أنّ إلدورادو هو أحد ملوك مويسكا، حيث روي عنه أنّه كان يكسو نفسه بمسحوق الذهب من رأسه حتى أخمص قدميه أثناء المهرجانات، ثم يغوص ويقوم بنفض الذهب في بحيرة جوتافيتا.

يقول جيم جريفيث، عضو جمعية الفلكلور الأمريكية: "ظلّ مسمى إل دورادو يتنقل بين مختلف المواقع الجغرافية إلى أن عُرف بأنّه اسم لمنطقة ما تقع فى الأمريكتين تحوي ثروات هائلة لا حدود لها"، لكن هذه المنطقة لم يتمّ العثور عليها حتى الآن.

الموقع

اختلفت الروايات حول موقع المدينة الأسطورية، ففي حين يرجّح المعظم وجودها في أمريكا الجنوبيّة، وتحديداً في الجزء السفلي من بحيرة جوتافيتا أو في منطقة قريبة منها (بجانب بوغوتا في كولومبيا)، فإنّ البعض يميل إلى أنّها تقع في أدغال الأمازون.

كما أن الباحث السير والتر رالي الذي استأنف بحثه عن المدينة علم 1595، ذكر أنّ المدينة تقع على بحيرة باريم وهي ممتدة حتى نهر أورينكو في غيانا.

البدايات

تعود بدايات الأسطورة إلى أمريكا الجنوبية، فعندما جاء المستكشفون الإسبان في أوائل القرن السادس عشر إلى هناك، وصلوا إلى قبيلة من السكان الأصليين، تقطن أعلى جبال الإنديز (كولومبيا الحالية)، ولاحظوا أنّه عندما تولى قائد القبيلة الجديد الحكم أقاموا السكان طقوس الاحتفال في بحيرة جوتافيتا.

وجد الإسبان وغيرهم من الأوروبيين كميات كبيرة من الذهب في تلك المنطقة، ولذلك شاع الاعتقاد بوجود مكان ما بالداخل يحتوي على ثروة هائلة، وقد وصلوا خلال بحثهم إلى بحيرة جوتافيتا وحاولوا تجفيفها عام 1545م، ونجحوا في خفض منسوبها حتى ظهرت مئات القطع الذهبية.

طقوس إلدورادو القديمة

روى هنود كانوا أسرى لدى الإسبان الطقوس التي كانت تقام في إلدورادو كما يأتي؛ في البداية يعتلي القائد برفقة أربعة من كبار الكهنة قارباً استعداداً للانطلاق عبر بحيرة جوتافيتا، ويتولّى واحدٌ من الكهنة الأربعة الذين يضعون التيجان الذهبية على رؤوسهم، ويتزيّنون بالريش والزينة الجسدية، مسؤولية التجديف بالقارب.

في هذه الأثناء، تتجمهر الحشود المتفرجة على شاطئ البحيرة، حيث يضعون الزينة، ويعزفون الموسيقى، ويشعلون النيران، وعندما يبدأ القارب بالتحرك يأتي دورالقائد الذي يقوم بالتعري، بينما يقوموا الكهنة بكسائه بمسحوق الذهب ومن هنا جاء اسم إلدورادو أو الرجل المُذهَّب وعند وصولهم لمنتصف البحيرة، يبدأ أحد الكهنة في إلقاء البخور كإشارة للحشود المتفرجة بالصمت وإعلان الإذعان للقائد الجديد، ثم يقوم القائد بقذف القطع الذهبية والزمرد كقربان للآلهة.

رأي المثقفين والأدباء

يقول جوز أوليفر، المحاضر في معهد الآثار في جامعة لندن: "عاشت الأسطورة طويلاً لأنّ الناس تمنوا لو كانت حقيقة، أعتقد أننا لن نتوقف عن السعي وراء إلدورادو نهائياً".

يجيب الشاعر إدجار آلان بو في قصيدته (إلدورادو) عن مكان مدينة الذهب المفقودة قائلاً: "إذا اعتليت جبال القمر وذهبت أسفل وادي الجان، فستصل إلى إلدورادو".