أهم مؤلفات البكري

أهم مؤلفات البكري Shapeb10

أبو عبيد البكري

يعدّ أبو عبيد الله بن العزيز بن محمد البكري من أبرز علماء الجغرافيا في إسبانيا المسلمة، ويرجع نسبه إلى بكر بن وائل الّتي تعد من أكبر القبائل في شبه الجزيرة العربية، ولد في مدينة ولبة الواقعة جنوب غرب إسبانيا قرب حاضرة الأندلس الإشبيلية عام 1014 ميلاديًّا، ثم انتقل إلى قرطبة الّتي كانت تعد منبع العلم في ذلك الزمان، كما تتلمذ على يد المؤرّخ الأندلسي المعروف ابن حيّان القرطبي، والجغرافي الأندلسي أحمد عمر العذري الّذي كان من الإسبانيين الأصليين الّذين اعتنقوا الإسلام، توفي عام 1094 ميلاديًّا، وتميّزت أعمال البكري بالإنسيابية والمنهج العلمي الصارم، إضافةً إلى الموضوعية، إذ كتب في مجالات مختلفة كالتاريخ، والجغرافيا، وعلم الكلام، وعلم النباتات، والجدير بالذكر أن عدد مؤلفات البكري لم تصل إلينا كاملةً لهذا يجد المؤرخين صعوبة في إحصائها ومعرفة محتواها، إذ وصل إلينا كتابيه وهما: كتاب المسالك والممالك، ومعجم ما استعجم.[١]

أهم مؤلّفات البكري

ألّف البكري العديد من الكتب الغنية في مختلف المجالات، أهمّها:[١]

  • كتاب المسالك والممالك: هو كتاب جمع بين الجغرافيا والتاريخ، تحدّث عن البلدان والممالك اعتمادًا على المصادر المؤلّفة من قِبَل المؤرخين السابقين له في هذا المجال، إذ عرض العادات والتقاليد لعدد من الشعوب في مناطق مختلفة من العالم، إضافة إلى ذكره للقصص تاريخية وغرائب وعجائب، مع رفضه لنقل أي شيء يتنافى مع العقل والمنطق في كتاباته، إذ بدأ كتابه بمقدّمة تاريخية مبهرة، ويعد كتاب المسالك والممالك من أهم المصادر التاريخية لوصف إمبراطورية غانا الإسلامية بالتفصيل، وجنوب غرب أفريقيا وشمال غربها أيضًا، ونظرًا لحصوله على الكثير من المعلومات من التجّار والمسافرين، فقد قدّم وصفًا دقيقًا لطرق التجارة وكيفية سير العملية التجارية.

  • كتاب معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع: هو كتاب حاول البكري فيه توثيق أسماء البلاد والأماكن بعد أن لاحظ تعدد التسميات نتيجة لتنوّع اللهجات، إذ أراد أن يكون هناك مصدرًا تاريخيًا موثوقًا يستطيع الباحثون اللجوء إليه للحصول على الأسماء الصحيحة واللفظ الصحيح، كما اعتمد البكري في التأليف على مصدرين تاريخيين وهما: كتاب صفة جزيرة العرب للحسن بن أحمد الهمداني، أما المصدر الثاني كان من المسافرين والتجار، إذ كان يقابلهم باستمرار لمعرفة أسماء البلدان والأماكن الّتي يمرّون بها ويزورونها، كما كان حريصًا على معرفة أحوال الشعوب فيها ووصفهم له.

  • كتاب أعلام نبوّة نبيّنا محمد صلّى الله عليه وسلّم.

  • كتاب أعيان النبات والشجيرات الأندلسية.

  • كتاب فصل المقال في شرح كتاب الأمثال.

  • كتاب سمط اللآلي في شرح أمالي القالي.

  • كتاب الإحصاء لطبقات الشعراء.

  • كتاب اشتقاق الأسماء.

  • كتاب التنبيه على أغلاط أبي علي في أماليه.

وصف البكري لغانا

بالرغم من أن البكري لم يسبق له أن زار منطقة غرب أفريقيا "غانا"، لكنه كتب وصفًا دقيقًا عنها وعن شعوبها وأرضها وعاداتها وتقاليدها، إذ ذكر حسابات السفر الموجودة حاليًا والّتي يستخدمها الملّاحين في سفر السفن، كما كان البكري حريصًا على مقابلة التجّار الّذين زاروا منطقة غرب السودان لمعرفة أدق التفاصيل منهم وعن الشعوب وتقاليدهم وطريقة سير يومهم، عُرف البكري بشموليته ودقّته في الشرح والوصوفات، إذ قدّم وصفًا دقيقًا لإمبراطورية غانا وطرق التجارة فيها مرورًا بالصحراء الّتي أدّت إلى ربطها بتجارة العالم.[٢]

وضّح البكري تفاصيل مدينة غانا آنذاك، إذ ذكر أنها مدينة تقع في القارة الأفريقية على ساحل خليج غينيا الشمالي، والّذي يقع إلى الجهة الغربية للقارة السمراء، ويسكنها حوالي 10000 مسلم، إضافة إلى وجود آبار السبيل والّتي تحتوي على مياه حلوة صالحة للشرب يستفاد منها في الزراعة وسقيا الحيوانات، كما تُبنى منازل هذه المدينة من الحجر، والخشب، والطين، لكن منزل الملك كان مختلفًا؛ إذ كان قصرًا كبيرًا يحيطه عدد من المساكن المقببة وجميعها محاطة بسور ضخم، كما توجد محكمة عدل،[٣] وتحتوي على 12 مسجدًا، يجتمعون فيه كل يوم جمعة ويصلّون فيه على البلاط، كما يوجد في كل مسجد إمام ومؤذّن يتقاضون رواتبهم من الدولة، كما يوجد في المدينة قضاة وعلماء.[١]

وبالرغم من أن غانا مدينة إسلامية إلا أنها لا تزال محتفظة بتماثيل الأصنام، إضافةً إلى مقابر الملوك المدفونة في غابة محروسة جيًدا وممنوع من دخولها أحد، كما تقع في هذه الغابة سجن؛ إذا سُجن فيه شخص ما فلن يُسمع له خبر قط، والجدير بالذكر أن حاشية الملك آنذاك ووزرائه والمسؤولين عن المدينة كانوا من المسلمين، وصف البكري أزياء سكّان غانا، إذ كانوا يرتدون ملابس من القطن، والحرير، والديباج، كلٌّ وفق قدرته المادية، كما كان الرجال يحلقون لحاهم، والنّساء يحلقون رؤوسهم، كما ذكر أن الرجل في غانا كانوا يرتدون القلادات والأساور، وقباعات عالية مزيّنة بالذهب وملفوفة بعمامة من القطن الناعم.[٣]

تطرّق البكري إلى ريف غانا، إذ ذكر أنه مكان صحي وغير مكتظّ بالسكّان، وأن تسجيل أي إصابة بالمرض تكاد تكون مستحيلة، إذ أن نسبة الوفيّات بين الغرباء هي الأعلى مقارنة مع سكّان غانا الأصليين، كما يزرعون محاصيلهم مرتين خلال السنة؛ لهذا كانت غانا مزدهرة إقتصاديًا، إذ كانوا يزرعون محاصيلهم في المرة الأولى عندما تكون الأرض رطبةً جدًا، وفي المرة الثانية حين بقاء الأرض رطبة، إذ كانت نشتهر غانا بزراعة حبوب الكاكاو، والموز، والأرز، وحبوب الشيا، والفول السوداني، وغيرها من الأصناف، إذ كان يعد الكاكاو من أهم المحاصيل إيرادًا لإمبراطورية غانا آنذاك.[٣]

المراجع

1 . ^ أ ب ت أحمد الجنابي (17-6-2013)، "ناسا تخلد اسم أبي عبيد البكري"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.

2 . ↑ "Abu Ubayd Al-Aziz Al-Bakri", encyclopedia, Retrieved 16-7-2019. Edited.

3 . ^ أ ب ت "Al-Bakri, Roads and Kingdoms (1067 CE)", users.rowan, Retrieved 16-7-2019. Edited.