نبذة عن حياة ووفاة الساحر الأسطوري هاري هوديني

نبذة عن حياة ووفاة الساحر الأسطوري هاري هوديني  Harry-10

هناك بعض الشخصيات تأتي إلى الدنيا وتحدث أثرًا فتصبح أسطورة حتى بعد وفاتها ، ومن هذه الشخصيات الساحر الأسطوري هاري هوديني، الذي دفعه خياله الكبير والجريء وأعمال هروبه الرائعة لأن يكون واحدًا من أشهر السحرة في كل العصور ، ولكن تبقي الخرافة والوهم حول موت الفنان هاري هوديني ، فهو كما كان لغز في حياته، فقد مثّل موته المفاجئ في عيد القديسين عام 1926 أعظم لغز بعد وفاته .

وتعددت الأقوال والنظريات حول طريقة الوفاة ، ولكن ظلت النظرية الأكثر قبولًا هي أن الساحر هاري هوديني مات بسبب مضاعفات من التهاب الزائدة الدودية، ومع ذلك يزعم الكثيرون أن موته كان نتيجة مؤامرة اغتيال من قبل علماء النفس والعرافين. ..


شهرة هوديني :

بدأ هوديني في تحقيق شهرة طاغية وصيت ذائع من حوالي عام ١٩٠٠ ، وقد استطاع اكتساب سمعة دولية في مآثره الجريئة في الخروج من الأغلال والحبال والأصفاد ، وتنوعت عروضه ما بين حاويات مقفلة متنوعة والهواء الطلق ، وفي الواقع اعتمدت قدرات هوديني المذهلة في الهروب جزئياً على قوته الجسدية وخفة حركته ، وجزئياً على مهارته غير العادية في التلاعب بالأقفال ، وقد أظهر مهاراته في العديد من الصور المتحركة من 1916 إلى 1923.

وظل هوديني لأكثر من 30 عامًا ، حديث الجمهور الذي أبدى إعجابه الشديد بهاري هوديني وعروضه المثيرة وتحمله الفائق عن الحد ؛ حيث إنه قام بابتكار ألعاب سحرية محفوفة بالكثير من المخاطر الحقيقية والخداع والخفة ، وبالفعل نجح هوديني في الخروج من حياة المستحيل ، وهذا الأمر الذي جعل ظروف موته عام 1926 أكثر غموضًا ، فتوفي بعد أسبوع واحد من عيد القديسين ، تاركًا جمهور عريض من المعجبين مصابين بالحيرة.


الأحداث الغريبة قبل وفاة هوديني :

بدأت سلسلة الأحداث الغريبة التي أدت إلى وفاة هوديني قبل عدة أسابيع في 11 أكتوبر 1926 ، فبينما كان هوديني مكبلاً في خلية التعذيب الصينية أثناء عرضه في ألباني ، نيويورك ، أُصيب في هذا العرض بكسر في كاحله الأيسر ، ثم واصل بعدها جولته وسافر إلى مونتريال حيث ألقى محاضرة في جامعة ماكجيل - ضاربًا بتعليمات الأطباء عرض الحائط - .

وبعد بضعة أيام فقط في 22 أكتوبر ، دعا بعض طلاب ماكجيل لزيارته في غرفة ملابسه في مسرح الأميرة، وكان كاحله لا يزال يزعجه ، لذلك كان يسقط على الأريكة بينما كانت المجموعة تتجاذب أطراف الحديث ، وسأله طالب يدعى ج. جوردون إذا كان صحيحاً أنه يستطيع مقاومة اللكمات القوية في بطنه ، فأبتسم له هاري هوديني فجأة قائلا "أربع أو خمس ضربات قاسية ومدروسة وموجهة بشكل جيد فقط " وبالفعل قام الطالب بالتجربة ولكمه.

تجاهل هوديني الحادث في ذلك الوقت ، لكنه في نفس المساء ، بدأ يشتكي من آلام وتشنجات شديدة في المعدة، وقد ساءت حالته في اليوم التالي ، عندما استقل قطارًا ليليًا إلى ديترويت من أجل جولة جديدة من العروض ، فتطوّر الألم الشديد في بطن الساحر وتعرقً كثيرًا وأصبح مرهقًا وارتفعت درجة حرارته إلى 40 درجة مئوية، واشتبه الطبيب في التهاب الزائدة الدودية وطلب من هوديني الذهاب إلى المستشفى ، لكن الفنان أصر على الذهاب إلى المسرح لعرضه الافتتاحي في مسرح غاريك، وظل متحمل الألم طوال العرض ، وناضل كثيرًا قبل أن ينهار مباشرة بعد الستار النهائي.

تم نقله إلى مستشفى في ديترويت وتم تجهيزه لإجراء عملية جراحية، ونجح الأطباء في إزالة الزائدة الدودية التي وجد أنها قد تمزقت منذ عدة أيام وأن هوديني قد أصيب بالتسمم بالفعل ، وتوفي على إثر هذا التسمم.

وفي ذلك الوقت ، اعتقد أطباء الساحر اعتقادًا راسخًا بأن المرض كان نتيجة الضربة التي تلقاها جوردون من هوديني خلال لقاء الكواليس في مونتريال، وأن هذه الحالة من"التهاب الزائدة الدودية " قد تكون نادرة للغاية حيث إنها حدثت نتيجة صدمة او ضربة مفاجئة ، وفي عام 1926 ، تم قبول تشخيص الوفاة على نطاق واسع ، واضطرت شركة التأمين على الحياة إلى دفع تعويض لزوجته بسبب اعتبار الوفاة نتيجة حادث.


الشائعات حول طريقة وفاة هوديني :

بعد وفاة هوديني ودفنه في كوينز في 4 نوفمبر 1926 ، استمرت الشائعات حول طريقة موته بطريقة غير عادية واستمرت منذ ذلك الحين ، وتميل العديد من النظريات إلى التركيز على الخلاف بين الساحر هوديني والروحانيات ، حيث كان يزعم أتباعه أن هوديني يستطيع التواصل مع الموتى من خلال جلسات ووسائط ، ولكن على العكس من ذلك فقد أمضى هوديني فترة العشرينيات بأكملها في محاولة فضح مزاعم الروحيين وفضح أعمالهم الروحية باعتبارها عمليات احتيال.

ويؤكد المؤلفان ويليام كالوش ولاري سلومان في السيرة الذاتية لعام 2006 "الحياة السرية لهوديني" ، أن موت الساحر ربما كان اغتيالًا مخططًا بعناية من قبل أعضاء المجتمع الروحاني، فيجادلون بأن الروحيين لديهم تاريخ من تسميم أعداءهم ، ويشيرون إلى أنه لم يتم إجراء أي تشريح للجثة للتأكد من أن وفاة هوديني كانت بسبب التهاب الزائدة الدودية فعلًا ، ويقولون "إذا كان شخص ما عازمًا على تسميم هوديني ، لما كان الأمر صعباً للغاية".

وهناك أيضًا بعض النقاشات الأخرى التي ركزت على جوردون وايتهيد الذي قدم لكمات غليظة قاتلة محتملة في غرفة ملابس مونتريال ، ومنهم من قال إنه من الممكن أن يكون تابع للروحانيين. وفي الواقع قد لا يكون السبب الحقيقي وراء موت هوديني معروفًا على الإطلاق ، ولكن غالبية العلماء يميلون إلى تجاهل نظريات القتل ويعتقدون أنها مجرد تكهنات، فيرى الكثيرون أنه من المرجح أن اللكمات التي تلقاها هوديني مع تجاهله لحالة التهاب الزائدة الدودية القائمة بالفعل أدت إلى موته إذ إن هوديني لجأ في النهاية إلى العلاج ، ولكن بعد أن فات الأوان بالفعل.