جوزيف جوبلز صديق أودلف هتلر الوفي ووزيره

جوزيف جوبلز صديق أودلف هتلر الوفي ووزيره  Joseph10

عندما أصبح أدولف هتلر مستشارًا لألمانيا في عام 1933 ، دعى جوزيف جوبلز صديقه وزميله الموقر ، إلى المنصب الرئيسي لوزير التنوير العام والدعاية، وبهذا المنصب تم اتهام جوزيف جوبلز بتقديم هتلر للجمهور في ضوء أكثر تفضيلاً ، وأنه قام بتنظيم محتوى جميع وسائل الإعلام الألمانية وإثارة العداء لليهود، كما تم اتهامه بأنه أجبر الفنانين اليهود والموسيقيين والممثلين والمخرجين ومحرري الصحف والمجلات على الاستقالة من أعمالهم .

وقد قام جوزيف جوبلز بالفعل بحرق علني للكتب التي اعتُبرت "غير ألمانية"، كما أنه كان القائد لإنتاج أفلام الدعاية للنازية وغيرها من المشاريع ، وبقي جوزيف جوبلز في هذا المنصب مواليًا لهتلر حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ، وحتى بعد يوم من انتحار هتلر ... فمن هو ذلك الصديق الوفي جوزيف جوبلز ؟!


ميلاد جوزيف جوبلز ونشأته :

ولد بول جوزيف جوبلز في 29 أكتوبر ، 1897 ، في ألمانيا في مدينة صناعية تقع في ريني لاند ، وقد تم إعفاءه من الخدمة في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى بسبب إصابته بالتهاب العظم وتورم في نخاع العظم منذ الصغر، ولكنه بدلاً من ذلك ، حضر في سلسلة من الجامعات الألمانية ، حيث درس الأدب والفلسفة من بين مواضيع أخرى ، واستمر حتى الحصول على درجة الدكتوراه في فقه اللغة الألمانية من جامعة هايدلبرغ.

وفي النصف الأول من عشرينيات القرن العشرين ، وبعد محاولة غير ناجحة لتأسيسه لمهنة جديدة كصحفي وروائي وكاتب مسرحي ، أصبح جوزيف جوبلز عضواً في حزب العمال النازيين الألمان القومي الذي عزز لديه الكبرياء الألماني ومعاداة اليهود ، وفي نهاية المطاف أصبح جوبلز على معرفة بزعيم المنظمة أدولف هتلر.

في هذا الوقت كان التضخم قد دمر الاقتصاد الألماني ، وكانت معنويات المواطنين الألمان منخفضة للغاية نتيجة للهزيمة في الحرب العالمية الأولى، وكان لكل من هتلر وجوبلز رأي قائل بأن الكلمات والصور هم أجهزة فعالة حقًا ويمكن استخدامها لاستغلال هذه المعنويات المنخفضة ، وقد أعجب هتلر بقدرة جوزيف جوبلز على إيصال أفكاره كتابيًا ، بينما كان جوبلز يعشق موهبة هتلر في التحدث أمام حشود كبيرة واستخدام الكلمات والإيماءات للعب بالكبرياء القومي الألماني.


صعود جوزيف جوبلز في صفوف الحزب النازي :

صعد جوبلز بسرعة إلى صفوف الحزب النازي ، ولكنه أولاً انفصل عن جريجور ستراسر زعيم كتلة الحزب الأكثر مقاومة للرأسمالية والذي دعمه في البداية ، وانضم إلى صفوف هتلر الأكثر محافظة، وفي عام 1926 ، أصبح زعيم حزب مقاطعة في برلين، وفي العام التالي قام بالتأليف وكتب تعليقًا في صحيفة أسبوعية تبنت خط الحزب النازي.

وفي عام 1928 ، تم انتخاب جوزيف جوبلز في البرلمان الألماني ، والأهم من ذلك أن هتلر أطلق عليه اسم مدير الدعاية في الحزب النازي، وبهذه الصفة بدأ جوبلز في صياغة الاستراتيجية التي شكلت أسطورة هتلر كقائد بارع وحاسم؛ فرتب التجمعات السياسية الضخمة التي قُدم فيها هتلر كمنقذ لألمانيا، كما أشرف جوبلز على وضع كاميرات الأفلام والميكروفونات في مواقع محورية لإبراز صورة هتلر وصوته، بالإضافة إلى أنه لعب دورًا محوريًا في مثل هذه الأحداث والمناورات حيث قام بإقناع الشعب الألماني بأن بلادهم لن تستعيد شرفها إلا من خلال تقديم دعم ثابت لهتلر.


جوزيف جوبلز وزيرًا لدعاية هتلر :

في يناير 1933 ، أصبح هتلر المستشار الألماني ، ثم في مارس من ذلك العام عُين جوبلز وزير البلاد للتنوير العام والدعاية، وبهذه الصفة كانت لجوبلز ولاية قضائية كاملة وسلطة على محتوى الصحف والمجلات والكتب والموسيقى والأفلام والمسرحيات والبرامج الإذاعية والفنون ، وكانت مهمته هي فرض الرقابة على جميع معارضي هتلر وتقديم هتلر المستشار الألماني الجديد والحزب النازي في ضوء أكثر إيجابية بينما يقوم علي تحريض الكراهية لليهود .

وبالفعل في إبريل 1933 ، دبر جوزيف جوبلز لمقاطعة الشركات اليهودية ، وفي الشهر التالي ، كان لديه قوة توجيهية في حرق الكتب "غير الألمانية" في احتفال عام في دار الأوبرا في برلين ، وتم تدمير أعمال عشرات الكتّاب ، بما في ذلك إريك ماريا ريمارك وأرنولد زويغ وتوماس مان ، وألبرت أينشتاين وهينريش مان، وحتى غير الألمان مثل إميل زولا ، هيلين كيلر ، مارسيل بروست، أبتون سنكلير ، سيغموند فرويد.

وفي سبتمبر 1933 ، أصبح جوبلز مديرًا لوزارة الثقافة الرايكية المشكّلة حديثًا ، وكانت مهمتها التحكم في جميع جوانب الفنون الإبداعية ، كما قام بفرض البطالة القسرية لجميع الفنانين المبدعين اليهود ، بما في ذلك الكتاب والموسيقيين والمسرحيين والسينمائيين والممثلين والمخرجين ، ولأن النازيين اعتبروا الفن الحديث غير أخلاقي ، لذا أمر جوزيف جوبلز بأن يتم مصادرة كل هذا الفن "المنحل" واستبداله بأعمال كانت أكثر تمثيلاً وعاطفة في المحتوى.


جوزيف جوبلز وبداية النهاية :

في بداية الحرب العالمية الثانية في عام 1939 ، تم تكليف جوبلز بمهمة رفع الروح المعنوية للشعب الألماني وتوظيف وسائل الإعلام ، وتحديدًا السينما لإقناع السكان بدعم المجهود الحربي ، وفي عام 1942 ، نظم جوزيف جوبلز ما يسمي ب "الجنة السوفييتية" ، وهو برنامج دعائي نازي كبير عُرض في برلين ، وكان غرضه تعزيز عزم الشعب الألماني من خلال كشف حيل اليهود.

وفي 18 مايو ، قام هربرت باوم زعيم مقاومة يهودي ألماني هو وشركاؤه بهدم المعرض جزئياً بإشعال النار فيه ، ورفض وقتها جوبلز السماح بالإبلاغ عن هذا العمل في وسائل الإعلام الألمانية ، وبذلك قد نجح باوم ومجموعته الصغيرة في توجيه ضربة نفسية كبيرة لجوبلز.


السنوات الأخيرة من حياة جوزيف جوبلز :

مع اشتداد الحرب وتزايد الإصابات الألمانية ، أصبح جوبلز داعمًا لمعركة شاملة حتى الموت ضد قوات الحلفاء ، وفي هذا الصدد استخدم قدراته كمتحدث علني للمزيد من تحريض الشعب الألماني ، ففي إحدى المناسبات في أغسطس 1944 بينما كان يتحدث من قصر الرياضة في برلين ، قاد الشعب الألماني لدعم مجهود حربي شامل إذ كان يقول " إذا كان مقدرًا لألمانيا أن تخسر الحرب ، فإنه من المناسب أن يتم القضاء على الأمة والشعب الألماني بأكمله " .

وفي عام 1944 ، كانت الهزيمة الألمانية تبدو وكأنها حتمية للنظام النازي، ففي الوقت الذي تواصلت فيه الشخصيات النازية الأخرى مع الحلفاء آملين في التفاوض والحصول على معاملة متساهلة بعد استسلام ألمانيا ، ظل جوبلز مواليًا ومخلصًا لهتلر.

وخلال الأيام الأخيرة من إبريل 1945 ، عندما كانت القوات السوفيتية على أعتاب برلين ، كان هتلر مختبئًا في مخبأه وكان جوزيف جوبلز هو المسؤول النازي الوحيد إلى جانبه ، وفي 30 إبريل انتحر هتلر في سن 56 وأصبح جوبلز مستشارًا لألمانيا مكانه ، ولكن لم يدم عهد جوبلز طويلاً؛ إذ إنه في اليوم التالي قام هو وزوجته ماجدة بتسميم أبنائهم الستة ثم انتحرا الزوجان، وحتي الآن هناك اختلافات حول كيفية موتهما .