السر الخفي في حياة جيمس باري

السر الخفي في حياة جيمس باري Extrao10

كان جيمس باري طبيبا بارزا ، فهو من قام باول عملية قيصرية ناجحة، وعمل جيمس باري على العديد من الاصلاحات الاجتماعية لتحسين معايير النظافة ورعاية المرضى، ولكن جاءت وفاة جيمس باري في عام 1865 لكي تكشف عن سر مثير للصدمة، فقد اكتشفوا انه عاش لمدة ستة عقود تقريبا كرجل ولكنه في الحقيقة كان انثي وتدعي "مارجريت آن" .


ولد جيمس باري ( مارجريت ان ) عام 1789 في مقاطعة كورك، ايرلندا، وفي ذلك الوقت كانت تٌمنع النساء من تلقي التعليم الرسمي، وبالتأكيد لم يسمح لهن بممارسة الطب ، كان جيمس باري او مارجريت آن هي الطفلة الثانية لارميا والدها الذي كان يعمل (بقال) ووالدتها ماري آن بولكي ، وفي حين كانت مارجريت ان لا تزال في مرحلة المراهقة، تعرضت للاغتصاب من قبل عمها وانجبت طفلة، جوليانا، التي قامت والدتها بتربيتها .

كانت مارجريت مهتمة بمتابعة تعليمها، وكانت تريد القيام بشيء خارج نطاق ما تم السماح به لجنسها، فكانت دوما تقول " لو لم اكن فتاة لوددت ان اكون جنديا " ، وعندما مرت عائلتها باوقات صعبة، انتقلت مارجريت (التي كانت في اواخر سن المراهقة) مع والدتها الى لندن، حيث كان لدي ماري آن شقيق يدعي جيمس باري، وهو اكاديمي ورسام، والتقت كل من مارجريت ووالدتها باصدقاء باري، بمن فيهم الفنزويلي الجنرال فرانسيسكو دي ميراندا وديفيد ستيوارت ارسكين، وايرل بوكان، وقد اعجبوا كثيرا بمارجريت، وعلى الارجح لعبوا دورا في خطة مارجريت لمتابعة تعليمها، وعلى وجه التحديد، مهنة الطب .


وفي عام 1806 توفى جيمس باري الاصلي ، وترك لشقيقته وابنتها ما يكفي من المال حتي انهم استولوا على اسمه ، فبعد ثلاث سنوات، لم تعد مارجريت بولكي موجودة ، وانتحلت شخصية جيمس باري ، وكانت ترتدي طوال الوقت معطفا في جميع الاوقات بغض النظر عن الطقس لكي تخفي معالم جسدها، وارتدت حذاء طوله 3 بوصة ، وكان لها صوت مميز عالي النبرة .


ومن هنا بدأت حياتها كجيمس باري ، وانتقل الى ادنبره ، والتحق جيمس باري الشاب بكلية الطب في عام 1809 ، حتى انه غير سنه ليتناسب مع نظرته الشابة والصبيانية، وشاعت الشائعات، حيث كان جيمس باري قامته قصيرة وصوته عالي، وسلس الجلد مما جعل الكثير من الناس يشتبهون في انه كان طفلا في سن صغيرة جدا على ان يكون في كلية الطب ، ولكن جيمس باري لم يستمع لاي من هذه التراهات وحصل على درجة جيدة في الطب في سن 22 ، وبعدها تم تجنيد جيمس باري في الجيش كجراح مساعد ومرة اخرى كان عمره موضع تساؤل .


وبدأ جيمس باري مسيرته العسكرية في 6 يوليو 1813، كمساعد في مستشفى الجيش البريطاني، وسرعان ما ترقى الى جراح الموظفين المساعد، اي ما يعادل ملازم، ثم خدم في كيب تاون، جنوب افريقيا، لمدة 10 سنوات حيث كان صديق مقرب للورد تشارلز سومرست ، واعتقد البعض ان سومرست كان يعرف سر جيمس باري .


و جيمس باري كان يظهر عليه انه ذات شخصية نمطية، او شخصية مظلمة، او ربما كانت في الواقع هي طبيعته الحقيقية، فقد كان جيمس باري معروفا بمزاجه القصير وغضبه ، وبالرغم من ذلك كانت كانت مهارات جيمس باري الطبية غير مسبوقة، فقد كان جراح ماهر جدا، وهو اول من اجرى عملية قيصرية ناجحة وخرج منها كل من الام والطفل على قيد الحياة ، كما انه كرس حياته للاصلاح الاجتماعي، متكلما ضد الظروف الصحية وسوء ادارة الثكنات والسجون والمنازل ، وخلال اقامته التي استمرت 10 سنوات في كيب تاون ، رتب جيمس باري نظاما افضل للمياه ، اما كطبيب، كان يعامل الاغنياء والفقراء، والمستعمرين والعبيد .


انتقل جيمس باري اينما كانت خدمته مطلوبة، واستمر في الترقي اثناء سفره حول العالم، وفي عام 1857، وصل جيمس باري الى رتبة المفتش العام المسؤول عن المستشفيات العسكرية اي ما يعادل العميد، وفي هذا المنصب، واصل جيمس باري كفاحه من اجل الحصول على مرافق صحية ملائمة، وعمل ايضا على توفير غذاء افضل وتوفير الرعاية الطبية المناسبة للسجناء فضلا عن الجنود واسرهم .


وتوفى الدكتور جيمس باري اثر اصابته بمرض الزحار (الجريان) في 25 يوليو 1865 ، وكانت آخر رغبات جيمس باري هي الدفن في الملابس التي توفى فيها، دون ان يتم تغسيل جسده ، ولكن لم يتم تنفيذ هذه الرغبة ، وعندما قامت الممرضة بخلع الملابس عن الجثة لكي تقوم اعدادها للدفن، اكتشفت امرين اولهما ان جيمس باري انثى واكتشفت ايضا علامات لوجود حمل .


دفن جيمس باري في مقبرة كنسال الخضراء، في شمال غرب لندن، ولا يزال هناك شيء واحد مؤكد بعد كل هذه الاحداث وهو ان الدكتور جيمس باري كان من افضل الاشخاص كطبيب وانسان .