ما مقدار الخطر الذي تشكله البراكين على الرحلات الجوية؟

ما مقدار الخطر الذي تشكله البراكين على الرحلات الجوية؟ 24175310

لقد أدى النشاط البركاني على جانبي الكرة الأرضية إلى وضع شركات الطيران في حالة تهديد، كما هدد بتعطيل السفر الجوي.

ويقول الخبراء إن الطائرات أصبحت الآن الأكثر أمنًا من خطر الانفجارات البركانية مما كانت عليه في أي وقت مضى، وذلك بفضل التقدم الذى أحرزته تكنولوجيا الكشف.

ومن بين ملامح التقدم هو الجهاز الذي يسمح للطيارين لرؤية سحب الرماد البركاني.

وتستخدم هذه التقنيه التصوير بالأشعة تحت الحمراء لتحديد الخطر على مسافة 60 ميلًا وعلى ارتفاعات تصل إلى 50,000 قدم.

وقد تم تطوير هذه التقنية، المعروفة باسم «أفويد-AVOID» (كاشف التصوير البركاني المحمول جوًا-Airborne Volcanic Object Imaging Detector) بواسطة طيران نيكارنيا في النرويج، وتكون هذه التقنيه مرفقة بالطائرة وتشبه كثيرًا رادار الطقس القياسي الحالى.

وخضعت «أفويد-AVOID» لإختبارات من (Airbus) في أواخر العام الماضي، وتم تعريض الطائره المُصَنعه إلى رماد البركاني من صنع الإنسان لمعرفة كيفية أداء الجهاز.

وقد وقعت (Easyjet) البريطانية كأول خط طيران لهذه الطائره، وتعاونت نيكارنيا مع أنظمة (Elbit) لبدأ إنتاجها.

ترسل تقنية «أفويد-AVOID» البيانات في نفس الوقت إلى الأرض، حيث توجد شركات الطيران ومديري مراقبة الحركة الجوية، فيمكن من إستخدامها لحساب صورة أكثر دقة لأبعاد سحابة الرماد بالإضافة إلى مساعدة الطيارين فى تحديد مسار الطائرات حول الرماد البركانى.

ومن شأن ذلك أن يقلل من حدوث انقطاع في السفر إلى أدنى حد ممكن وذلك لأن المجال الجوي سوف يقل الإحتياج إلى إغلاقه.

خطط إعادة التوجيه؟

تراقب شركات الطيران قرقرة النشاط الزلزالي الممكن حدوثه في أيسلندا من أسابيع حتى الآن، لتجنب الاضطرابات الهائلة في السفر الجوي التي عقبت ثوران (إيافيالايوكول – Eyjafjallajokull) عام 2010، وآخر من والبراكين العديدة فى الجزيرة.

في أواخر الأسبوع الماضي، على الرغم من أن هذه الملاحظه أثارت الدهشة عندما ثار بركان آخر وهذه المرة في (بابوا-Papua)» تقع فى غينيا الجديدة وأجبرت شركات الطيران في المنطقة لإعادة توجيه الرحلات الجوية.

كان تفجر جبل (تافورفور-Tavurvur) في بابوا بغينيا الجديدة أكبر انفجار حدث حتى الآن في أيسلندا، حيث سُجلت عدة انفجارات أصغر من انفجار بركان (بردربونغا-Bardarbunga) في الأونه الأخيرة، على الرغم من أن أيًا منها ليست كبيرة بما فيه الكفاية للتأثير على جداول مواعيد الطيران.

وقد تم الإبلاغ عن أعمدة رماد بركانى تصل إلى 60,000 قدم في غينيا الجديدة، وهذا أعلى من ارتفاعات الملاحة للطائرات التجارية.

وقد نقلت (كانتاس-Qantas) بالفعل رحلات من سيدني الى طوكيو وشانغهاى.


هل هناك خطر جسيم؟

أي إنبعاث من الرماد البركانى في الغلاف الجوي يشكل خطرًا كبيرًا على شركات الطيران.

عندما يَعلق الرماد بمحرك نفاث حار فإن الرماد يذوب، ويمكن أن يُشكل طبقه زجاجيه صلبه على أجزاء أخرى من المحرك، مما تتسبب في أضرار جسيمة أو حتى فشل المحرك بالكامل.

كما يمكن للطبيعة الكاشطة للرماد أن تسبب أضرارًا فى أجزاء أخرى من الطائرة، وتشويش التروس، وخدش نوافذ حجرة القيادة بالطائره، وحتى تلويث مقصورة الطائره.

لذلك أنشأت (منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة -UN-affiliated) مراكز استشارية للرماد البركاني لمراقبة وجود هذا الرماد في الهواء.

وقد أدت الانفجارات البركانية إلى حالات طوارئ خطيرة للطيران.

ففي عام 1982، فقدت شركة الخطوط الجوية البريطانية 747 الطاقة لجميع المحركات الأربعة للطائره بعد الطيران من خلال رماد بركانى من جبل (غالونغونغ-Galunggung) في إندونيسيا.

وانخفضت الطائرة الى 12 الف قدم ولكنها تجنبت الكارثة عندما تمكن الطيارون من إعادة تشغيل بعض المحركات والقيام بهبوط اضطرارى فى (جاكرتا-Jakarta).

كما فقدت طائرة سينغابور الجوية الطاقة في محركين نتيجة الانفجار نفسه، ولكنها تمكنت أيضا من الهبوط بأمان.

ومما لا يثير الدهشة أن شركات الطيران تعيد توجيه الرحلات بعيدًا عن أي نشاط تم الإبلاغ عنه.

وأدى التقدم التكنولوجى في الكشف عن الرماد والنشاط البركاني إلى تقليل فرصة تكرار كابوس السفر، حيث كان هناك ما يقدر ب 10 ملايين مسافر عالقين على الأرض منذ ثوران (إيجاجالاجوكول-Eyjajallajokull) عام 2010.

يمكن للطائرات أن تطير بأمان عبر المناطق ذات الكثافة المنخفضة وذلك بموجب المبادئ التوجيهية الحالية، وبمجرد أن تحدد مكاتب الأرصاد الجوية مكان وجود الرماد البركانى والتي تصل إلى 4 مللي جرام من المواد لكل متر مكعب من الهواء.

وهذا أعلى من الحد الأقصى السابق الذى يصل إلى 2 مللى جرام.

بالإضافة إلى ذلك، بعض شركات الطيران لديها شهادة إضافية تسمح لهم للطيران فى المناطق ذات الكثافة المتوسطة.

وقد رحبت الخطوط الجوية بالمبادئ التوجيهية الجديدة، وهذه المبادئ التوجيهية قد تحصل على اختبار تشغيل في الأسابيع المقبلة.

كما قام (ويلي والش-Willie Walsh) الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية البريطانية مؤخرًا بإصدار بيان ينتقد العقلية القديمة فقد انتقد العقلية القديمة التي تفاديت جميع التكاليف التي كان من الممكن الحصول عليها من آلاف الرحلات الجوية المتوقفه منذ أربع سنوات.

وقد ذهب (والش-Walsh) فى اختبار بالطائره لأقصى مسافه في الرماد البركانى لتوضيح وجهة نظره.