مظاهر الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي

مظاهر الحياة العقلية للعرب في العصر الجاهلي 141039209

العصر الجاهلي

هو العصر الذي سبق ظهور الإسلام، وأطلق عليه العصر الجاهلي لجهل من عاشوا في تلك الفترة بالأمور الدينيّة، أما من ناحية حضاريّة وفكريّة فقد شهدت تلك الفترة تنوّعاً حضاريّاً وفكراً إبداعيّا قلّ نظيره بين الأمم في جميع مجالات الحياة، وتشهد على تلك الفترة الآثار الحضاريّة المتبقية في شبه الجزيرة العربيّة والتي تشهد على مدى التقدم العمراني والعلمي، بالإضافة للمؤلفات والقصائد العديدة التي أذهلت العالم وشهدت على مدى التقدم الفكري والثقافي بالإضافة لما سبق من تقدمٍ علمي وعمراني.

مظاهر الحياة العقليّة في العصر الجاهلي

الأدب الجاهلي

يعرف الأدب الجاهلي بأنه فنون النثر والشعر في العصر الجاهلي، وكانت طرق الاستدلال على هذا الأدب عن طريق حَفَظة الشعر الذين نشروه بين الناس حتى جاء عصر التدوين وظهور جماعة الرواة، ومن أشهرهم أبو عمرو بن العلاء، وحماد بن سلمة، والأصمعي، وخلفٍ الأحمر، والمفضّل الضبي.

اشتهر خلف الأحمر وحمّاد بن سلمة بالكذب، وعرف عنهما الانتحال، وقد أصبح الشعر بالنسبة لهما مكسباً وتجارة، ومن أشهر الكتب والمراجع التي تمّ فيها جمع الشعر الجاهلي هي المفضليّات للمفضّل الضبّي، والأصمعيّات للأصمعي، وطَبقات فحول الشعراء لمؤلّفه محمّد بن سلّام الجمحي.

أقسام الأدب في العصر الجاهلي

يقسم الأدب في هذا العصر إلى نوعين هما:

الشعر

كان يعرّف الشعر في ذلك الوقت بأنه الكلام المقفّى الموزون، أما تعرفته الحاليّة فإنّه الأسلوب أو الطريقة التي كان يصوّر بها الشاعر عواطفه وأحاسيسه معتمداً في هذا الأمر على الخيال والعاطفة ووزن الكلمات وموسيقاها، ويعتبر الشعر في ذلك العصر هو الأكثر انتشاراً والأسبق من النثر، لأنه يعتمد على العاطفة والخيال.

لا يمكن تحديد البداية الفعليّة للشعر في تلك الفترة على وجه الدقة، لفقر ذلك العصر لوجود تدوينٍ منظم، وما وصل من شعر لعصرنا هذا هو ما قيل قبل الإسلام بحوالي القرن والنصف، لكنه وصف بالشّعر الجيد ودلّ على وجود محاولاتٍ سابقة وعديدة في هذا المجال؛ حيث كانت للشعر منزلةٌ عظيمة في تلك الفترة، وكان الشاعر يلعب دوراً بارزاً في مجال نشر صفات وأمجاد القبيلة وأحسابها، ويعمل على تجسيد مفاخرها شعراً للأجيال اللاحقة.

النثر

هو الأسلوب الذي لا يعتمد على القافية والوزن، ويميل به الأديب إلى المباشرة والتقرير في تصوير أفكاره، ويُعرف النثر على أنّه أحد قسمي القول الذي يمكن أن يقال بقالبٍ شعريٍ منظوم، أو قولٍ منثور. جاء على لسان ابن رشيق بأن " ما تكلّمت به العرب من جيّد المنثور أكثر من ما تكلّمت به من جيّد الموزون " مشيرا بقوله هذا إلى الفترة التي سبقت الإسلام وحتى البدايات الأولى للإسلام.

وكان ضياع النثر في تلك الفترة بسبب صعوبة حفظه مقارنةً مع الكلام الموزون المتمثّل بالشعر، بالإضافة لأنّ ما روي من نثرٍ جاهلي قليل نسبيّاً مقارنةً مع الشعر لما يتميّز به الشعر من إيقاعٍ موسيقي يُسهّل عمليّة حفظه وترديده، بالإضافة لحاجة القبيلة لوجود شاعرٍ يدافع عنها ويروي أمجادها، بالإضافة إلى انعدام التدوين في تلك الفترة أفقدنا عظيم ما قيل في النثر، ومن أنواع النثر في ذلك العصر القصص والخطابة، والأمثال، والوصايا، والحكم، والنثر المسجوع.