محرقة غزة سيناريو مستنسخ
من مأساة كشمير
من مأساة كشمير
نساء كشميريات يبكين ظلم الهنود |
في مثل هذا اليوم من كل عام يتذكر شعب كشمير في الجزء الذي
تحتله الهند من ولاية جامو وكشميرمرور ستين عاما علي مأساة احتلال وطنهم من جانب
القوات الهندية وحجم الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت علي مدي هذه السنين الطويلة
والتي شملت القتل والاغتصاب وتدمير القري والمدن والاعتقال العشوائي لمئات الآلاف
وتعذيبهم .
وتذكيرا للمسلمين بهذا الجرح النازف في جسد الامة اقامت السفارة
الباكستانية في القاهرة يوما من اجل كشمير ، شارك فيه نخبة من الاعلاميين
والاكاديميين والمفكرين ، وبدأ بعرض فيلم يروي تفاصيل المأساة مما ابكي الحضور بسبب
المشاهد الدامية للجرائم الهندية ضد الشعب الكشميري التي لم تستثني احدا من التعذيب
والتنكيل ..
في البداية اوضح نجيب خان المسئول الاعلامي بالسفارة ان قضية
كشمير المحتلة من الهند ذات ابعاد سياسية وانسانية تفرض علي المجتمع الدولي ان يهتم
بها ويعطيها حقها من الاهتمام لما يعانيه الكشميريون من انتهاكات خطيرة لحقوق
الانسان علي يد القوات الهندية لافتا إلي ضرورة تقديم المسلمين الدعم اللازم
لاخوانهم في كشمير تطبيقا لتعاليم الاسلام التي تحض علي نصرة المظلوم ومناصرته
.
واضاف بان باكستان تعطي قضية معاناة الكشميريين اولوية في
سياستها الخارجية وتعمل من اجل اقناع الحكومة الهندية لايجاد تسوية سلمية للقضية
علي اساس تطبيق
قرار مجلس الأمن الدولي الصادر منذ اربعينيات القرن الماضي والذي يقضي بضرورة اعطاء
الشعب الكشميري حق تقرير المصير اما بالإستقلال اوالانضمام إلي باكستان .
قرار دولي معطل
وشدد المستشار الدكتور محمد مجدي مورجان رئيس جمعية الكتاب
الافروآسيويين علي انه ينبغي العمل من اجل حصول الشعب الكشميري علي حق تقرير المصير
الذي قررته له الامم المتحدة منذ اكثر من خمسين عاما لافتا إلي أن قضيتي فلسطين
وكشمير هما القضيتين المحوريتين بالنسبة للمسلمين وأن كلاهما تعاني من الاحتلال
الغاشم .
واعرب عن سعادته بسبب وقوف الشعب الباكستاني وحكومته بقوة إلي
جانب الشعب الكشميري المقهور الذي يتعرض لحملة ابادة من جانب القوات الهندية مؤكدا
ان الله سبحانه وتعالي سينصر الكشميرين لانهم اصحاب الحق ولان دولة الظلم ساعة
ودولة الحق إلي قيام الساعة معربا عن امله في ان نتحفل قريبا باستقلال كشمير قريبا
ان شاء الله تعالي .
واكد طارق الشيخ رئيس قسم التحقيقات الخارجية بجريدة الاهرام
المصرية أن المأساة الكشميرية مستمرة منذ عام 1947والاوضاع غير مستقرة فيما بين
الهند وباكستان بسبب القضية الكشميرية حيث وقعت عدة حروب بين الدولتين
الجارتين.
ولفت الانتباه إلي أن
امتلاك باكستان للقنبلة النووية جعل الهند تفكر مليون مرة قبل ان تتحرش بباكستان
كما كانت تفعل دوما قبل ان تنجح باكستان في تحقيق توازن الرعب مع الهند التي تمتلك
السلاح النووي وهذا يعد اضافة مهمة للقضية الكشميرية.
االمقاومة الكشميرية تتصاعد |
فهم ابعاد
القضية
ودعا طارق الشيخ الهند إلي احترام القرارات التي اصدرها مجلس
الامن الدولي بضرورة اعطاء الكشميرين حق تقرير المصير والحق في الاستقلال عن الهند
وهو ماتتطلع اليه كل طوائف والقوي السياسية في كشمير .
ويقول ايم رضا مالك كبير المحررين في مركز الاعلام الكشميري
والباحث في شئون كشمير انه من الضروري فهم
ابعاد القضية الكشميرية وتاريخ الاحتلال الهندي لكشمير التي بدات منذ يونيو 1947عام
اي منذ بدء تقسيم شبه القارة الهندية التي كانت خاضعة للاحتلال البريطاني
.
ونبه إلي أن قرارالتقسيم جاء ليؤسس لقيام كيانين هما الهند
والباكستان وضم ولاية جامو وكشمير ذات الاغلبية المسلمة إلي الباكستان
.
واوضح أن الهند قامت بتوجيه قواتها لاحتلال الجزء الاكبر من
كشمير واخضعته بالقوة المسلحة إليها بالمخالفة لقرار التقسيم الذي وضعته بريطانيا
ووافقت علي الامم المتحدة ومنذ ذلك التاريخ تمارس ابشع الانتهاكات ضد الشعب
الكشميري المسلم الذي رفض هذا الاحتلال واعلن عن الكفاح المسلح ضد هذا الاحتلال
الغاشم الذي يتحدي المجتمع الدولي والقرارات التي اصدرتها الامم المتحدة
.
واشار إلي أن الاحتفال
بيوم كشمير هو محاولة لابقاء القضية حاضرة في اذهان وضمائر المسلمين وباقي شعوب
العالم حتي لاينسوا دورهم في نصرة
شعب كشمير الذي يموت منه الكثير يوميا علي
يد الجنود الهنود .
غزة وكشمير
ضحايا االقمع الهندي في كشمير |
ومن جانبه قال الدكتور محمد اسماعيل الخبير بالشئون الآسيوية إن
هناك شبه كبيرفي انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكب في كشمير علي يد القوات الهندية
وبين تلك الانتهاكات التي ترتكبها اسرائيل في غزة وهخو مايعكس العداء المستحكم من
جانبهما تجاه المسلمين .
وهذا يؤكد وجود علاقة قوية بين الهند واسرائيل إلي جانب تلك
العلاقات الاستراتيجية التي تربط بينهما منذ عدة عقود وبمقتضاها تمد اسرائيل الهند
باحدث التقنيات التي تستخدم في تعذيب الكشميرين داخل المعتقلات الهندية وكيفية
مواجهة فصائل المقاومة الكشميرية إلي جانب التعاون الاستخباراتي.
ونبه إلي ان سيناريو المذابح الذي تم في غزة هو نفسه الذي سبق
تطبيقه في كشمير لافتا إلي ضرورة اتخاذ اجراءات فعالة لوقف عمليات الابادة الموجهة
ضد الشعب الكشميري والفلسطينين في غزة وهذا هو دور العرب والمسلمين وفي مقدمتهم
باكستان بسبب علاقات الجوار بينها وبين كشمير .
ودعا السفير محمد عز الدين شرف رئيس جمعية الصداقة
الباكستانية
المصرية ومساعد وزير الخارجية المصري الاسبق إلي ضرورة ان تنشغل الامة الاسلامية
بالقضية الكشميرية لان باكستان لوحدها لاتستطيع تحرير كشمير من ايدي القوات الهندية
وكذلك لابد للعالم الاسلامي أن يتحد لتحرير فلسطين والصومال ووقف نزيف الدم في
دارفور.
وطالب المفكرين والمسئولين العرب والمسلمين بان يجلسوا معا
للتوصل إلي خطط قابلة للتنفيذ لوضع حد لآلام المسلمين في تلك المناطق لافتا إلي
ضرورة التيقن بأن الظلم سيزول حتما لانه ضد نواميس العدالة الربانية التي تنصر
المظلومين وتنتقم من الظالمين مهما طال الزمن .