كم عظيماً بيننا؟

كم عظيماً بيننا؟ D982d910

قد نكون كبرنا على بيت الشاعر المتنبي القائل:
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها
وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
وهي فعلا كلمات كبيرة لشاعر كبير. لكن كم منا عاش هذه الكلمات يا ترى؟ كم انساناً عظيماً في هذه الدنيا؟
مقاييس العظمة تختلف من انسان إلى آخر. فقد يرى البعض أن المال الوفير عظمة. ويرى الآخر أن الأمومة عظمة. ويرى غيرهم أن المنصب العالي عظمة. نعم تلك الأمور عظيمة، لكن سؤالي اليوم هو: متى يكون الإنسان عظيما؟
فلا شك أننا نرى أناساً رائعين في حياتنا؛ فنانين في الفوضى والنظام، لديهم ذكاء عال، لكن متى نقول ان هذا الإنسان عظيم؟
العظيم هو الإنسان الذي يسخر كل عقباته لتكون سلما لنجاحه. العظيم هو من يعرف أنه لا يوجد شيء اسمه خسارة، فكل تجربة هي درس، هو من يعرف أن الأشخاص حوله يتحدثون بحدود إمكاناتهم لا إمكاناته، من يعرف أن الفكرة تساوي زمنا من العمل الجاد. والأهم؛ أن تطبّق هذه الفكرة قبل أن تودّع هذا العقل البارع. العظيم هو من يعرف من هم صحبه، بنقاط قوتهم وضعفهم ليسخرها إلى جانبه. هو من يحرص على تطوير علاقته بخالقه الواحد الأحد لتكون إلى الأفضل دائماً، ثم مع الناس لأنه يعلم يقيناً أن العظمة وبلوغ الغايات ليست ممتعة إذا ما كنت تشعر بالوحدة. العظيم هو من يصل ـ وحتما يصل ـ وهو ما زال يملك روح المبتدئ ليبدأ تحديه القادم نحو الأفضل فالأفضل. نعم؛ كم عظيماً بيننا الآن ليجعل عالمنا أفضل بأعماله وأفكاره قبل أن يتحدث عنها لسانه؟ وكم شخصاً حولنا يستحق كلمة ثناء لكونه فقط عظيماً؟ إلى عظماء الدنيا.. بارك الله فيكم.