منتديات القمر الثقافيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات القمر الثقافيهدخول

descriptionنوبل وغينيس .. انجازاتهم واهتماماتنا Emptyنوبل وغينيس .. انجازاتهم واهتماماتنا

more_horiz
نوبل وغينيس .. انجازاتهم واهتماماتنا

نوبل وغينيس .. انجازاتهم واهتماماتنا 7fa51b6d8508f25c6cca0ed7162657e0

خرج العرب مرة أخرى من "مولد" نوبل من دون تحقيق أية جائزة. وفيما كان العالم ينتظر أسماء الفائزين بأرفع تكريم عالمي في مجالات الطب والفيزياء والاقتصاد انحصر اهتمام بعض العرب بجائزتي السلام والأدب. وفي المقابل فان العرب واصلوا تسجيل انجازات "المجد" في كتاب غينيس للأرقام القياسية بتسجيل أكبر مائدة في الكويت، وأكبر "سدر مفتول" في فلسطين.

ومن الانصاف القول إن خروج العرب بخفي حنين من جائزة نوبل هذا العام ليس مفاجأة كبيرة، فسجلنا في هذا الإطار متواضع جدا. فعدد المرات التي حاز فيها عرب على الجائزة ست مرات فقط، أربع منها في جائزة السلام المسيسة في أغلب دوراتها. فقد فاز الرئيس المصري الراحل أنور السادات مناصفة مع مناحيم بيغين في العام 1978 بعد إخراج مصر من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي وتوقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، كما حاز الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على الجائزة مناصفة مع إسحق رابين في العام 1994 بعد توقيع اتفاقية أوسلو، فيما حاز الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للهيئة الدولية للطاقة الذرية على الجائزة في العام 2005. وأخيرا فازت توكل كرمان في العام الماضي كأول امرأة عربية تحظى بهذا التكريم العالمي لدورها البارز في "الربيع اليمني" في وجه حكم الرئيس علي عبد الله صالح. وفي المجالات العلمية اقتصر الفوز العربي الوحيد على العالم أحمد زويل في مجال الكيمياء.

لا مرشحين في المجالات العلمية والأدب حلمنا منذ 1988

ومن خلال المتابعة لتوقعات جوائز نوبل العلمية لم أجد أي مرشح عربي، ولا عجب في ذلك فالدول العربية تخصص للبحث العلمي أقل بعشرات المرات مما تنفقه أمريكا والاتحاد الأوروبي والصين. ولا تتجاوز موازنة البحث العلمي إثنين في الألف من الناتج المحلي الإجمالي في حين تصل في السويد على سبيل المثال إلى (4.6) في المئة. كما أن المناهج الدراسية العربية في المدارس والجامعات تحتاج إلى تغيرات جذرية لمواكبة العصر.

العرب في هذا العام توقعوا فوزهم بجائزة نوبل للأدب، وظل مرشحنا الدائم منذ سنوات طويلة الشاعر السوري أدونيس ينتظر التكريم دون جدوى. وطرحت أسماء أخرى لكنها لم تكن قوية بما يكفي حسب تقدير اللجنة المحكمة للجائزة التي ذهبت إلى الكاتب الصيني مويان الذي لم يترجم أي من أعماله إلى لغة الضاد، واستبعده النقاد العرب لجهلهم به، والمؤكد أن دور نشر كثيرة ستتحفنا بالتعرف على منتجات الكاتب عقب الفوز بأرفع جائزة عالمية في مجال الأدب.

في العام 1988 أذكر تماما الفرحة التي اعترتني عند فوز الأديب الكبير نجيب محفوظ، يومها عدت إلى مكتبة البيت لأفتش عن الكتب التي قرأتها من ثلاثية الكاتب المعروفة، وتذكرت حرافيشه، وغيرها من الكتب الموجودة. لم ألتفت حينها إلى محاولات تشويه سمعة مؤرخ التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي عايشتها مصر في القرن العشرين، وان الجائزة منحت لأسباب سياسية تتعلق بمواقفه من التطبيع، وأولاد حارته الذين مازالوا ممنوعين، بقرار الرقيب، من دخول كثير من البلدان العربية.

العربي يقرأ 6 دقائق في السنة

ولعدم قدرة العرب على الفوز بجوائز نوبل أسباب كثيرة، ولا تنبع من نظرية المؤامرة التي نحب الاحتكام إليها في معظم تفسيراتنا. فمعدل قراءة المواطن العربي هو من أخفض المعدلات عالميا، ووفقًا لتقرير التنمية البشرية العربي الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يقضي المواطن العربي حوالي 6 دقائق في العام للقراءة، ومعظمها مخصص للكتب الدينية، والأبراج وغيرها، فيما يقضي المواطنون في البلدان المتطورة 200 ساعة قراءة سنويا. وفيما يبلغ معدل القراءة العالمي أربعة كتب سنوياً يقرأ العربي ربع صفحة، ويبلغ حجم سوق الإصدارات الجديدة في العالم العربي 4 ملايين دولار سنويا مقابل 12 مليار دولار في الاتحاد الأوروبي. وأكثر الكتب لا تطبع أكثر من 1000 أو 2000 نسخة مقابل عشرات آلاف النسخ في أمريكا وكندا وأوروبا. ولن أتوقف طويلا عند الترجمة فمجموع ما ترجم إلى العربية في 30 عاما يعادل ما ترجم إلى اللغة اللتوانية التي يتحدث بها أربعة ملايين فقط، وخُمس ما ترجم إلى اليونانية. وعن الأمية فحدث ولاحرج، وفيما يخص الثقافة العامة فإن معظم الطلاب لا يقرأون الصحف المحلية، ولا يعرفون شخصيات تاريخية لعبت دورا بارزا في حياة الشعوب العربية، فيما يجلسون 6 ساعات أمام التلفاز.

أرقام قياسية في مجال الطبخ و"النفخ"

وفي مقابل التخلف الواضح في المجالات العلمية والقراءة يبدع العرب في استهلاك منتجات الثقافة العالمية واتباع قشورها. وتكثر محاولات العرب لاثبات النفس بطريقة مميزة عن طريق تسجيل أرقام قياسية في كتاب غينيس. والملاحظ أن جلّ الانجازات تنحصر في مجال الطبخ و"النفخ". ولا فرق بين الدول الغنية والفقيرة ففي فلسطين التي تعتمد على المساعدات الخارجية كليا رعت السلطة منذ أيام احتفالا كبيرا للكشف عن أكبر "سدر مفتول" ليضاف إلى أكبر صحن كنافة نابلسية، ولكن "الفرحة" نغصتها أنباء عن تحطيم الكويت رقما قياسيا سابقا لفلسطين في الكتاب بـ "أطول مائدة". فقد سرق الكويت اللقب بـ "سفرة" بلغ طولها 210 أمتار لتحل مكان المائدة الفلسطينية التي سجلت بطول مئتين ومترين في 26 مايو/أيار من العام الحالي. وتتواصل الاستعدادات في الكويت لانجاز أطول علم بشري بحضور فريق غينيس. وفي السعودية عمت البهجة بانجاز أعلى نافورة بارتفاع (73.1) مترا وخطف الريادة من الولايات المتحدة. كما احتفت مدينة الإحساء بانجاز ثان وهو أكبر جرة فخارية في العالم، لتضاف إلى أكبر طبخة "كبسة".

الأردن غير بعيد عن المنافسة فقد استطاع أن يحطم الرقم القياسي بأكبر قرص فلافل في العالم، وبالقرص العملاق الذي تجاوز سابقه المسجل في الولايات المتحدة العام الماضي في مهرجان الطعام اليهودي يستطيع العرب الفخر بأن الفلافل منتج عربي حتى يثبت العكس. التبولة اللبنانية وسيخ الكبة الحلبية، والكبسة، و صحن الحمص وحتى كوب الليمونادة مجالات واسعة لابداعات العرب لتسجيل أرقام قياسية في كتاب غينيس. ولو كان هناك مجال لتسجيل رقم في إضاعة الوقت والثروات لسجلنا أرقاما كثيرة لا نستطيع ذاتنا أن نتصورها.

ومما سبق يتضح أن اختيارات العرب في تحطيم أرقام غينيس ما هي إلا هي تعبير عن مدى الانحطاط الثقافي والعلمي والاجتماعي الذي وصلنا إليه، وعن مدى ضيق أفكارنا رغم توفر الامكانات المادية. فمنذ سنوات أطلق العالم محمد يونس من بنغلادش فكرة "بنك الفقراء" بموارد ذاتية قليلة ليوسع حلمه في دعم المشروعات الصغيرة ويحل مشكلة عشرات ألوف العائلات في بلاده بتوفير عمل لائق لهم، وحاز على جائزة نوبل للاقتصاد.

وأغلب الظن أنه لو تم استغلال الوقت الذي نقضيه في الاستماع إلى إشاعات زواج وطلاق هيفا وهبي التي تكاد تسجل رقما قياسيا في كتاب غينيس، وغيرها مما يشغل بال العرب لوجدنا وقتا أكبر للقراءة يسمح لنا بالتفكير في توظيف المبالغ المصروفة على التفاخر بأكبر علم ومائدة ووجبة طعام باتجاه تسجيل أرقام قياسية في القراءة والعمل والبناء، حينها فقط يصبح الحلم بنوبل مشروعا وممكنا. وحتى تحين لحظة التغيير فإن العرب مستمرون في تسجيل أرقام قياسية تخص" الكروش" والاستهلاك لتدخل كتاب غينيس بقوة، وأخرى تتذيل قوائم التنمية البشرية في معدلات الأمية والجهل والتنمية.

سامر الياس

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب)

descriptionنوبل وغينيس .. انجازاتهم واهتماماتنا Emptyرد: نوبل وغينيس .. انجازاتهم واهتماماتنا

more_horiz
أشكرك على هذا الأداء المميز

وبارك الله فيك

descriptionنوبل وغينيس .. انجازاتهم واهتماماتنا Emptyرد: نوبل وغينيس .. انجازاتهم واهتماماتنا

more_horiz
شكراً ويعطيك الف عافيه

نوبل وغينيس .. انجازاتهم واهتماماتنا 03_11_1213519619891

descriptionنوبل وغينيس .. انجازاتهم واهتماماتنا Emptyرد: نوبل وغينيس .. انجازاتهم واهتماماتنا

more_horiz
موضوع مميز ورائع

يعطيك الف عافيه

descriptionنوبل وغينيس .. انجازاتهم واهتماماتنا Emptyرد: نوبل وغينيس .. انجازاتهم واهتماماتنا

more_horiz
مشكوووووووووووووووووور

وننتظر المزيد من الموضوعات الشيّقه
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد