تمر على الإنسان أوقات عصيبة , تضيق عليه الأرض بما
رحبت , فتختلج الهموم في صدره , فيحتاج إلى من يبث له
شكواه بعيدا عن
التحفظ في بعض ما يخفيه في داخله , وهكذا
فملاذه الأول والأخير لن يكون غير
صديق صدوق صادق الوعد ..
صديق إذا ضعف شد من أزره , وإذا تاه أرشده إلى
الطريق
الصحيح , صديق لم ولن يشعر بالملل من كثر شكواه أو يسئم
من إرشاده
..
الصداقة هي علاقة تجف القلوب لفقدها.. وتضمحل
الأرواح لبعدها.. علاقة
تعيش على الاهتمام بالشخص
الأخر والإحساس به.. وإيجاد ذلك من قبله فهي علاقة
ترتبط فيها المشاعر سعادة وحزن.. إخلاص وإيثار.. وفاء
وصدق.. بل حتى حياة و
موت ..!!
الصداقة علاقة تفوق الأخوة في أغلب الأحيان - إن
كانت
صاااااادقة - حيث قيل : " قل لي : من تصاحب.. أقـــــول
لك : من أنت ؟
" فالصديق هو مرآة لصديقه , يتأثر به أكثر
من تأثره بأخيه أو اقرب الأقربين إليه
.
من هذا كله يتضح لنا جليا أن الصداقة علاقة مقدسة تزهو
بها الحياة ,
وترتقي بها الأرواح إلى أسمى
المعاني ..
وهكذا وفي ظل تبادل هذه الأحاسيس الروحانية المجيدة ,
نعيش
في عالم ملائكي لا نشعر فيه بغربة ولا وحشة ولا حاجة لسكب
الدموع في
عزلة .
فيـــا مـــن وجدت ضالتك في صديق يحمل
المعاني السامية لهذه
المفردة , إياك ثم إياك
أن تفرط فيما وهبك الله من خير , فإنك مغبوط
على ما
أنت فيه من نعيم .
ولكم تحياتي