شرح سنن ابن ماجة

شرح سنن ابن ماجة Y_aa_o10

الإمام ابن ماجة

الإمام ابن ماجة هو محمد بن يزيد الربعي القزويني، يكنى بأبي عبد الله، كان أبوه يزيد يعرف بـ ماجة، لذلك عرف بابن ماجة، أما الربعي، فهي نسبة لربيعة التي ينتسب إليها الإمام.

ولد الإمام ابن ماجة في قزوين وإليها يُنسب، ولد في عام 209، ثم ارتحل بعد ذلك إلى العراق والبصرة والكوفة وبغداد ومكة والشام ومصر لكتابة الحديث، وفي رحلته صنف ثلاثة كتب، وهي؛ كتاب في التفسير، وكتاب في التاريخ، ودون فيه أخبار الرجال الذين دونوا السنة من عصر الصحابة إلى عصره، بالإضافة إلى كتاب السنن، وتوفي عن عمر يناهز 64 عامًا رحمه الله رحمة واسعة.[١]

شرح سنن ابن ماجة

يعد كتاب سنن ابن ماجة، الكتاب الذي عرف به، وبه أيضًا احتل مكانته المعروفة بين كبار الحفاظ والمحدثين، وقد عُدّ رابع كتب السنن المعروفة، بعد كتاب السنن لأبي داود، وكتاب السنن للإمام الترمذي، وكتاب السنن للإمام النسائي، وجاء كتابه متممًا للكتب الستة التي تشمل إلى ما سبق صحيح البخاري ومسلم، وهي المراجع الأصول للسنة النبوية الشريفة، وعدّ المتقدمون من العلماء هذه الكتب الأصول الخمسة، ولم يذكروا سنن ابن ماجة من بينها، غير أن العلماء المتأخرين أدخلوها ضمن الكتب الستة المعتمدة، وأول من جعل سنن ابن ماجة معتمدًا هو الإمام الحافظ ابن طاهر المقدسي، لأنه هو الذي وضع كتابًا في شروط الأئمة الستة، ووضع كتابًا آخر في أطراف الكتب الستة، أي في جميع الأحاديث التي تشتمل عليها، ثم بعد ذلك اتفق معه في الرأي جميع الأئمة.

اختلف العلماء في تحديد المصنف السادس بين الكتب الصحاح؛ كتاب موطأ الإمام مالك وكتاب سنن ابن ماجة، ويجيب على هذا العلامة المحدث عبد الغني النابلسي المتوفى سنة 1143هـ، 1730م، إذ يقول في مقدمة كتابه: "ذخائر المواريث في الدلالة على موضع الحديث، وقد اختُلف في السادس، فعند المشارقة هو كتاب السنن لأبي عبد الله محمد بن ماجة القزويني، وعند المغاربة الموطأ للإمام مالك بن أنس، ولكن عامة المتأخرين اتفقوا على أن سنن ابن ماجة هو أولى من الموطأ، وهو السادس في الصحاح"، وقال السخاوي: "وقدموه على الموطأ لكثرة زوائده على الخمسة بخلاف الموطأ".[٢]

عدد أحاديث ابن ماجة

قال محقق كتاب سنن ابن ماجة الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، أن عدد أحاديث سنن ابن ماجة قُدّر بـ 4341 حديثًا، ومن هذه الأحاديث 3002 حديث أخرجها أصحاب الكتب الخمسة كلهم أو بعضهم، أما بقية الأحاديث ويبلغ عددها 1339 حديثًا هي عبارة عن زوائد على ما جاء في الكتب الخمسة، وفيما يأتي ذكرها:[٣]


  • أحاديث رواها رجال ثقات صحيحة الإسناد، ويبلغ عددها 428 حديثًا.


  • أحاديث حسنة الإسناد، ويبلغ عددها 199 حديثًا.


  • أحاديث ضعيفة الإسناد، ويبلغ عددها 613 حديثًا.


  • أحاديث واهية الإسناد أو منكرة الإسناد أو مكذوبة، ويبلغ عددها 99 حديثًا.


شروح سنن ابن ماجة

توجد العديد من الشروحات التي أجراها بعض المفسرين في شرح كتاب سنن ابن ماجة، ومن أشهرها ما يأتي:[٣]

  • كتاب الديباجة بشرح سنن ابن ماجة: وهذا الكتاب هو للشيخ كمال الدين محمد بن موسى الدميري الشافعي الذي توفي في عام 808هـ، وقد جاء هذا الشرح في خمسة مجلدات، ولكن مات الشيخ كمال الدين قبل تحريره رحمه الله.


  • كتاب مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجة: ومؤلف هذا الكتاب هو الحافظ جلال الدين السيوطي الذي توفي في عام 911هـ، وقد شرح جزءًا منه في خمسة مجلدات.


  • كتاب ما تمس إليه الحاجة على سنن ابن ماجة: هذا الكتاب للعلامة ابن الملقن الشافعي، فقد شرح فيه زوائد الإمام ابن ماجة على الكتب الخمسة، وقد ضبط فيه الأسماء والكنى وما يحتاج إليه من الغرائب وجاء شرحه في ثمانية مجلدات.


  • كتاب شرح سنن ابن ماجة: ومؤلف هذا الكتاب هو الحافظ علاء الدين مغلطاي بن قليج بن عبد الله الحنفي التركي المصري المتوفى سنة 762هـ، لكنه لم يكمله.

شيوخ ابن ماجة وتلاميذه

كان ابن ماجة رحمه الله كثير السفر والترحال من أجل طلب العلم، لهذا كان له الكثير من الشيوخ والتلاميذ، فقد تعدّى إنجازه التأليف إلى إعطاء المحاضرات والدروس، وفي ما يأتي ذكر بعض أهم شيوخ ابن ماجة وبعض تلاميذه:[٤]

  • شيوخ ابن ماجة: فيما يأتي بعض الشيوخ الذين سمع منهم ابن ماجة أثناء رحلته في طلب العلم:

* علي بن محمدٍ الطنافسي الحافظ.

* جبارة بن المغلس، وهو من أقدم الشيوخ الذين سمع منهم ابن ماجة.

* مصعب بن عبدالله الزبيري.

* داود بن رشيدٍ، وأبي خيثمة.

* عبدالله بن ذكوان المقرئ، وغيرهم الكثير.


  • تلاميذ ابن ماجة:
* محمد بن عيسى الأبهري.

* أبو الطيب أحمد بن رَوْحٍ البغدادي.

* أبو عمرٍو أحمد بن محمد بن حكيمٍ المديني.

* أبو الحسن علي بن إبراهيم القطان.

* سليمان بن يزيد الفامي، وغيرهم الكثير.

مؤلفات ابن ماجة

كان الإمام ابن ماجة موضع ثقة معاصريه وتقديرهم، وكان معدودًا من كبار الأئمة والمحدثين، فقد وصفه صاحب كتاب التدوين في تاريخ قزوين بأنه "إمام من أئمة المسلمين، وكبير متقن، ومقبول باتفاق"، وقال عنه الذهبي أنه "حافظ صدوق واسع العلم"، ولم تكن شهادة المؤرخين له بالسبق والتقدم إلا لعلمه الواسع، ولما ترك خلفه من كتب ومصنفات،غير أن معظم كتبه ومؤلفاته قد أهملت ونُسيت، فضاع منها الكثير، وضاع معها من ذخائر تراثنا العظيم، فكان لابن ماجة كتاب في تفسير القرآن الكريم، وقد وصفه الإمام ابن كثير في كتابه البداية بأنه تفسير حافل، وأشار إليه السيوطي في كتابه الإتقان، وله أيضًا كتاب في التاريخ ظل موجودًا بعد وفاته مدة طويلة، إذ قال عنه ابن كثير بأنه تاريخ كامل، ووصفه ابن خلكان بأنه تاريخ مليح، وتوفي ابن ماجة رحمة الله عليه ورضوانه في يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء الموافق 22 من رمضان 273هـ، 20 من نوفمبر 886هـ، وقد أمضى بقية حياته خادمًا للحديث الشريف، معنيًا بروايته.[٢]

المراجع


1 . ↑ "أصحاب الكتب الستة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.

2 . ^ أ ب "ابن ماجة.. صاحب السنن (في ذكرى وفاته: 22 من رمضان 273هـ)"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.

3 . ^ أ ب "سنن ابن ماجة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.

4 . ↑ "الإمام الحافظ ابن ماجة القزويني"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-28. بتصرّف.