من هو مخترع التعقيم ؟
التعقيم هو تدمير أو تثبيط (إبطاء نمو) الكائنات الحية الدقيقة (المواد الحية الصغيرة جدا غير المرئية دون المجهر) الموجودة على الأنسجة الحية، والمطهرات هي المواد التي تقتل أو تمنع نمو الكائنات الحية الدقيقة، والإسم يأتي من الكلمات اليونانية المضادة التي بمعنى ضد والتعفن، ويمنع التعقيم عن طريق المطهرات العدوى والتغيرات الأخرى في الأنسجة الحية من خلال تدمير أو إبطاء نمو الجراثيم (الكائنات الحية الدقيقة التي تسبب المرض)، ولم يكن من المفهوم تماما طبيعة واستخدام المضادات حتى إكتشاف البكتيريا.
عندما يتم إصابة الجلد عن طريق خدش أو حرق تبدأ الكائنات الدقيقة في النمو في الجرح، ويمكن أن تتكاثر البكتيريا والفيروسات والفطريات التي قد تكون موجودة على بشرة صحية بسرعة حيث يتم إصابة الجلد، ما لم يتم منع هذا النمو أو إيقافه، ويمكن أن تحدث عدوى خطيرة قد تدخل الكائنات الحية أيضا إلى الجسم في مكان الإصابة وتسبب المرض، ولمنع هذا، يتم غستخدام التعقيم عن طريق المطهرات للسيطرة على نمو العدوى حتى تلتئم الإصابة.
تاريخ التعقيم :
منذ العصور القديمة كان الأطباء والمعالجون على دراية بالتعقيم والخصائص المضادة للعدوى والمضادة للتلف لبعض المواد، وقد استخدم المحنطون المصريون (الأشخاص الذين قاموا بحفظ وتجهيز الأجسام للدفن) الراتنجات (مادة عضوية مأخوذة من النباتات والأشجار) والنفتا (مادة هيدروكربونية سائلة غالبا ما تستخدم كعامل مذيب أو مخفف) بالإضافة إلى الزيوت النباتية والتوابل، وتظهر فعالية هذا المزيج في حالة الحفاظ على المومياوات المصرية، وكلفت القوانين الفارسية الناس بتخزين مياه الشرب في أوعية نحاسية ساطعة، وعرف الإغريق والرومان القدماء الخصائص المطهرة للنبيذ والزيت والخل، ويعود إستخدام النبيذ والخل في تضميد الجروح إلى الطبيب اليوناني أبقراط (460-377 قبل الميلاد)، والمواد المعطرة، والمطهرات من جنوب شرق آسيا وبيرو تم إدخالها إلى أوروبا في العصور الوسطى وظلت قيد الاستخدام خلال القرن التاسع عشر وإستخدمت في التعقيم.
أوصى جراح من القرن الثالث عشر ثيودوريك بولونيا بضمادات مغموسة في النبيذ لدرء تطور القيح في الجروح، ونشر الطبيب الإنجليزي السير جون برينجل (1707-1782) سلسلة من الأوراق بعنوان تجارب على مواد التعفن ومطهر يستخدم لعملية التعقيم، عرض جينيفيف شارلوت دي استخدام كلوريد الزئبق في عملية التعقيم كمطهر في عام 1766، بعد اكتشاف برنارد كورتوا (1777-1838) اليود في عام 1811، وأصبح يستخدم في التعقيم كمطهر وعلاج شعبي للجروح.
ومع ذلك، لم يكن أي من هذه المطهرات كافيا في عملية التعقيم لمنع الإصابة شبه المؤكدة بالجروح، خاصة بعد الجراحة، وكانت عمليات البتر على سبيل المثال شائعة في القرن التاسع عشر، وخاصة في حالة الكسر المركب (فواصل العظام التي تصيب الأنسجة الرخوة المحيطة)، وكان البتر يزيد من معدل الوفيات 40 إلى 45 في المئة، وجعل التخدير في عام 1846 المشكلة أسوأ، وسمحت بإجراء عمليات جراحية أكثر تعقيدا وطويلة، مما زاد بشكل كبير من احتمال الإصابة.
حمى النفاس والتعقيم :
شكل آخر قاتل من العدوى هو حمى النفاس (التي تحدث في وقت الولادة)، وهي عدوى من المكورات العقدية للرحم التي أصابت النساء اللائي أنجبن للتو، ومع زيادة عدد النساء اللائي ولدن في المستشفيات انتشرت أوبئة الحمى النفاسية في عنابر الأمومة، مما زاد من معدلات الوفيات النفاسية زيادة حادة، وكان معظم أطباء التوليد (الأطباء الذين يعالجون النساء الحوامل) حائرين بسبب أسباب ذلك والوقاية المحتملة منه.
حتى تم إكتشاف العلاقة بين البكتيريا والمرض، إهتم الأطباء قليلا بالنظافة الجراحية، ويكمن سبب هذا الوباء (الحمى) في نقص المعرفة حول وجود البكتيريا حتى عمل لويس باستور (1822-1895)، وإكتشف العلاقة بين البكتيريا والأمراض، والأطباء الجراحون على وجه الخصوص لم يهتموا بالنظافة والتعقيم، وكانوا يرتدون ملابس غير مغسولة في الشوارع أو أردية قذرة، ويستخدمون أدوات غير نظيفة، ولم يغسلوا أيديهم قبل الفحص أو إجراء العمليات الجراحية على المرضى، حتى بعد فحص جثة، ويفخر العديد من الأطباء بتراكم الدم والقيح على ملابسهم الطبية.
أدت محاولات فهم وإيقاف حمى النفاس إلى إحراز بعض التقدم المبكر في تعقيم الدم، وفي عام 1773، أوصى الدكتور تشارلز وايت (1728-1813) بإنجلترا بالتعقيم من خلال الحقن المطهر في بعض حالات الولادة، وصرح الطبيب الاسكتلندي ألكساندر جوردون (1752-1799) بأنه يجب على أطباء التوليد غسل أيديهم وملابسهم قبل علاج المرضى من أجل التعقيم، وقدم الطبيب والمؤلف الأمريكي أوليفر وندل هولمز (1809-1894) استنتاجاته حول إنتشار الحمى النفاسية من قبل الأطباء غير المعقمين في عام 1843، في حين أن الطبيب المجري إجناز سيميلويس اكتشف نفسه في عام 1847، وعندما طلب سيميلويس من طلابه التعقيم وغسل أيديهم في محلول كلوريد مطهر قبل فحص المرضى، انخفضت معدلات وفيات الأمهات من 18 في المائة إلى 1 في المائة، وكان سيميلويس على حق في نقل المواد المعدية، ولكنه لم يستطع شرح ماهية تلك المواد، وكان باستور جزءا من الإجابة، وفي دراساته عن التخمير (التحول العضوي) أثبت باستور وجود الكائنات الحية الدقيقة المحمولة جوا.
ليستر وعملية التعقيم :
طبق الجراح الإنجليزي جوزيف ليستر (1827-1912 أستاذ في مستشفى كينجز كوليدج في لندن) هذه المعرفة الجديدة للبكتيريا لتطوير نظام ناجح للعمليات الجراحية من خلال التعقيم، وشعر بالقلق إزاء ارتفاع معدل الإصابة بعد الجراحة، ودرس ليستر التئام الجروح بإستخدام المجهر، وبعد قراءة عمل باستر ، إستنتج ليستر إلى أن الكائنات الحية الدقيقة في الهواء تسببت في إصابة الجروح، وبالاعتماد على تقرير عن آثار حمض الكاربوليك على بكتيريا المجاري، طور ليستر نظام التعقيم باستخدام الحمض، وقام برش الجرح والمناطق المحيطة به لتدمير الكائنات المعدية، كما قام بحماية المنطقة من الغزو الجديد للبكتيريا بإستخدام الضمادات متعددة الطبقات، واستخدم ليستر أولا الطريقة بنجاح في عملية جراحية لكسر مركب في الساق في عام 1865.
طريقة ليستر في التعقيم لم تكن بسيطة، ولكنها كانت فعالة، وظهر تقرير منشور لتطبيقه الناجح لهذه التقنية في لانست في عام 1867 وأثار الجدل (خاصة وأن نظرية جرثومة باستور المرضية ما زالت محل نزاع)، ومع ذلك، اكتسبت الجراحة الليسترية المضادة مؤيدين في جميع أنحاء العالم، وخاصة في ألمانيا، حيث تم تطبيق هذه التقنية بنجاح إلى حد ما في علاج الجنود خلال الحرب الفرنسية البروسية (1870-1871)، وكان الأطباء في الولايات المتحدة يقاومون بشكل خاص ممارسة التعقيم، وجاء القبول على نطاق واسع في عام 1890 بعد أن أثبت عالم البكتريا الألماني هاينريش كوخ (1843-1910) أن الجراثيم تسبب المرض.
التعقيم الحديث :
عقبة أخيرة أمام التعقيم الجراحي كانت أيدي الإنسان، على الرغم من أنه يمكن تعقيم الأدوات الجراحية والضمادات، إلا أنه لا يمكن غسل يدي الجراحين والممرضات إلا بمطهرات، وحل الطبيب الأمريكي ويليام هالستيد هذه المشكلة في عام 1890، وحصل هالستد على شهادته الطبية من جامعة كولومبيا في عام 1877، وعاد إلى الولايات المتحدة بعد عامين من الدراسة في أوروبا كتحويل إلى طريقة ليستر في التعقيم، وبعد كسر إدمانه الناجم عن تجاربه مع الكوكايين كمخدر أصبح هالستد رئيسا للجراحة في كلية جونز هوبكنز الطبية، وهناك كان رائدا في استخدام القفازات المطاطية في الجراحة لحماية الممرضات وهي كارولين هامبتون الذي كان يزعج يديها، واليوم القفازات المعقمة مطلوبة خلال جميع العمليات الجراحية.
تختلف الطرق الحديثة للوقاية من العدوى عن التقنيات المستخدمة من قبل ليستر وغيرها، وتحارب المضادات الحيوية والبنسلين، وعقاقير السلفا العدوى داخليا، وتمنع الطرق المعقمة مثل التعقيم البكتيري الموجودة في منطقة معينة، ومع ذلك، لا تزال المطهرات مهمة وتمثل نصبا دائما لرؤية ليستر، ومن بين أهم المواد المستخدمة اليوم في التعقيم اليود وحمض البوريك والكحول.
التعقيم هو تدمير أو تثبيط (إبطاء نمو) الكائنات الحية الدقيقة (المواد الحية الصغيرة جدا غير المرئية دون المجهر) الموجودة على الأنسجة الحية، والمطهرات هي المواد التي تقتل أو تمنع نمو الكائنات الحية الدقيقة، والإسم يأتي من الكلمات اليونانية المضادة التي بمعنى ضد والتعفن، ويمنع التعقيم عن طريق المطهرات العدوى والتغيرات الأخرى في الأنسجة الحية من خلال تدمير أو إبطاء نمو الجراثيم (الكائنات الحية الدقيقة التي تسبب المرض)، ولم يكن من المفهوم تماما طبيعة واستخدام المضادات حتى إكتشاف البكتيريا.
عندما يتم إصابة الجلد عن طريق خدش أو حرق تبدأ الكائنات الدقيقة في النمو في الجرح، ويمكن أن تتكاثر البكتيريا والفيروسات والفطريات التي قد تكون موجودة على بشرة صحية بسرعة حيث يتم إصابة الجلد، ما لم يتم منع هذا النمو أو إيقافه، ويمكن أن تحدث عدوى خطيرة قد تدخل الكائنات الحية أيضا إلى الجسم في مكان الإصابة وتسبب المرض، ولمنع هذا، يتم غستخدام التعقيم عن طريق المطهرات للسيطرة على نمو العدوى حتى تلتئم الإصابة.
تاريخ التعقيم :
منذ العصور القديمة كان الأطباء والمعالجون على دراية بالتعقيم والخصائص المضادة للعدوى والمضادة للتلف لبعض المواد، وقد استخدم المحنطون المصريون (الأشخاص الذين قاموا بحفظ وتجهيز الأجسام للدفن) الراتنجات (مادة عضوية مأخوذة من النباتات والأشجار) والنفتا (مادة هيدروكربونية سائلة غالبا ما تستخدم كعامل مذيب أو مخفف) بالإضافة إلى الزيوت النباتية والتوابل، وتظهر فعالية هذا المزيج في حالة الحفاظ على المومياوات المصرية، وكلفت القوانين الفارسية الناس بتخزين مياه الشرب في أوعية نحاسية ساطعة، وعرف الإغريق والرومان القدماء الخصائص المطهرة للنبيذ والزيت والخل، ويعود إستخدام النبيذ والخل في تضميد الجروح إلى الطبيب اليوناني أبقراط (460-377 قبل الميلاد)، والمواد المعطرة، والمطهرات من جنوب شرق آسيا وبيرو تم إدخالها إلى أوروبا في العصور الوسطى وظلت قيد الاستخدام خلال القرن التاسع عشر وإستخدمت في التعقيم.
أوصى جراح من القرن الثالث عشر ثيودوريك بولونيا بضمادات مغموسة في النبيذ لدرء تطور القيح في الجروح، ونشر الطبيب الإنجليزي السير جون برينجل (1707-1782) سلسلة من الأوراق بعنوان تجارب على مواد التعفن ومطهر يستخدم لعملية التعقيم، عرض جينيفيف شارلوت دي استخدام كلوريد الزئبق في عملية التعقيم كمطهر في عام 1766، بعد اكتشاف برنارد كورتوا (1777-1838) اليود في عام 1811، وأصبح يستخدم في التعقيم كمطهر وعلاج شعبي للجروح.
ومع ذلك، لم يكن أي من هذه المطهرات كافيا في عملية التعقيم لمنع الإصابة شبه المؤكدة بالجروح، خاصة بعد الجراحة، وكانت عمليات البتر على سبيل المثال شائعة في القرن التاسع عشر، وخاصة في حالة الكسر المركب (فواصل العظام التي تصيب الأنسجة الرخوة المحيطة)، وكان البتر يزيد من معدل الوفيات 40 إلى 45 في المئة، وجعل التخدير في عام 1846 المشكلة أسوأ، وسمحت بإجراء عمليات جراحية أكثر تعقيدا وطويلة، مما زاد بشكل كبير من احتمال الإصابة.
حمى النفاس والتعقيم :
شكل آخر قاتل من العدوى هو حمى النفاس (التي تحدث في وقت الولادة)، وهي عدوى من المكورات العقدية للرحم التي أصابت النساء اللائي أنجبن للتو، ومع زيادة عدد النساء اللائي ولدن في المستشفيات انتشرت أوبئة الحمى النفاسية في عنابر الأمومة، مما زاد من معدلات الوفيات النفاسية زيادة حادة، وكان معظم أطباء التوليد (الأطباء الذين يعالجون النساء الحوامل) حائرين بسبب أسباب ذلك والوقاية المحتملة منه.
حتى تم إكتشاف العلاقة بين البكتيريا والمرض، إهتم الأطباء قليلا بالنظافة الجراحية، ويكمن سبب هذا الوباء (الحمى) في نقص المعرفة حول وجود البكتيريا حتى عمل لويس باستور (1822-1895)، وإكتشف العلاقة بين البكتيريا والأمراض، والأطباء الجراحون على وجه الخصوص لم يهتموا بالنظافة والتعقيم، وكانوا يرتدون ملابس غير مغسولة في الشوارع أو أردية قذرة، ويستخدمون أدوات غير نظيفة، ولم يغسلوا أيديهم قبل الفحص أو إجراء العمليات الجراحية على المرضى، حتى بعد فحص جثة، ويفخر العديد من الأطباء بتراكم الدم والقيح على ملابسهم الطبية.
أدت محاولات فهم وإيقاف حمى النفاس إلى إحراز بعض التقدم المبكر في تعقيم الدم، وفي عام 1773، أوصى الدكتور تشارلز وايت (1728-1813) بإنجلترا بالتعقيم من خلال الحقن المطهر في بعض حالات الولادة، وصرح الطبيب الاسكتلندي ألكساندر جوردون (1752-1799) بأنه يجب على أطباء التوليد غسل أيديهم وملابسهم قبل علاج المرضى من أجل التعقيم، وقدم الطبيب والمؤلف الأمريكي أوليفر وندل هولمز (1809-1894) استنتاجاته حول إنتشار الحمى النفاسية من قبل الأطباء غير المعقمين في عام 1843، في حين أن الطبيب المجري إجناز سيميلويس اكتشف نفسه في عام 1847، وعندما طلب سيميلويس من طلابه التعقيم وغسل أيديهم في محلول كلوريد مطهر قبل فحص المرضى، انخفضت معدلات وفيات الأمهات من 18 في المائة إلى 1 في المائة، وكان سيميلويس على حق في نقل المواد المعدية، ولكنه لم يستطع شرح ماهية تلك المواد، وكان باستور جزءا من الإجابة، وفي دراساته عن التخمير (التحول العضوي) أثبت باستور وجود الكائنات الحية الدقيقة المحمولة جوا.
ليستر وعملية التعقيم :
طبق الجراح الإنجليزي جوزيف ليستر (1827-1912 أستاذ في مستشفى كينجز كوليدج في لندن) هذه المعرفة الجديدة للبكتيريا لتطوير نظام ناجح للعمليات الجراحية من خلال التعقيم، وشعر بالقلق إزاء ارتفاع معدل الإصابة بعد الجراحة، ودرس ليستر التئام الجروح بإستخدام المجهر، وبعد قراءة عمل باستر ، إستنتج ليستر إلى أن الكائنات الحية الدقيقة في الهواء تسببت في إصابة الجروح، وبالاعتماد على تقرير عن آثار حمض الكاربوليك على بكتيريا المجاري، طور ليستر نظام التعقيم باستخدام الحمض، وقام برش الجرح والمناطق المحيطة به لتدمير الكائنات المعدية، كما قام بحماية المنطقة من الغزو الجديد للبكتيريا بإستخدام الضمادات متعددة الطبقات، واستخدم ليستر أولا الطريقة بنجاح في عملية جراحية لكسر مركب في الساق في عام 1865.
طريقة ليستر في التعقيم لم تكن بسيطة، ولكنها كانت فعالة، وظهر تقرير منشور لتطبيقه الناجح لهذه التقنية في لانست في عام 1867 وأثار الجدل (خاصة وأن نظرية جرثومة باستور المرضية ما زالت محل نزاع)، ومع ذلك، اكتسبت الجراحة الليسترية المضادة مؤيدين في جميع أنحاء العالم، وخاصة في ألمانيا، حيث تم تطبيق هذه التقنية بنجاح إلى حد ما في علاج الجنود خلال الحرب الفرنسية البروسية (1870-1871)، وكان الأطباء في الولايات المتحدة يقاومون بشكل خاص ممارسة التعقيم، وجاء القبول على نطاق واسع في عام 1890 بعد أن أثبت عالم البكتريا الألماني هاينريش كوخ (1843-1910) أن الجراثيم تسبب المرض.
التعقيم الحديث :
عقبة أخيرة أمام التعقيم الجراحي كانت أيدي الإنسان، على الرغم من أنه يمكن تعقيم الأدوات الجراحية والضمادات، إلا أنه لا يمكن غسل يدي الجراحين والممرضات إلا بمطهرات، وحل الطبيب الأمريكي ويليام هالستيد هذه المشكلة في عام 1890، وحصل هالستد على شهادته الطبية من جامعة كولومبيا في عام 1877، وعاد إلى الولايات المتحدة بعد عامين من الدراسة في أوروبا كتحويل إلى طريقة ليستر في التعقيم، وبعد كسر إدمانه الناجم عن تجاربه مع الكوكايين كمخدر أصبح هالستد رئيسا للجراحة في كلية جونز هوبكنز الطبية، وهناك كان رائدا في استخدام القفازات المطاطية في الجراحة لحماية الممرضات وهي كارولين هامبتون الذي كان يزعج يديها، واليوم القفازات المعقمة مطلوبة خلال جميع العمليات الجراحية.
تختلف الطرق الحديثة للوقاية من العدوى عن التقنيات المستخدمة من قبل ليستر وغيرها، وتحارب المضادات الحيوية والبنسلين، وعقاقير السلفا العدوى داخليا، وتمنع الطرق المعقمة مثل التعقيم البكتيري الموجودة في منطقة معينة، ومع ذلك، لا تزال المطهرات مهمة وتمثل نصبا دائما لرؤية ليستر، ومن بين أهم المواد المستخدمة اليوم في التعقيم اليود وحمض البوريك والكحول.