الأكثر ثقةً في المسائل السياسية هم الأقل فهمًا لها طبقًا لدراسةٍ جديدة
هل سبق وتساءلت عن سبب صعوبة الجدال مع قريبك البعيد، أو زميلك في المدرسة الثانوية الذي ينشر (ميمز – Memes) سياسية -وإن كانت غير دقيقة- عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ يمكن أن يكون السبب ببساطةٍ لأنه يجهل حقيقة كونه جاهلًا بالأساس؟
الذين يعرفون القليل عن السياسة، هم أكثر الناس ثقةً بأنهم يعرفون الكثير، وعندما يكون الكلام عن الهويات الحزبية فإن ذلك التأثير يتضاعف وفقًا لدراسةٍ جديدةٍ نُشرت في دورية علم النفس السياسي (Political Psychology).
حللت الدراسة -التي اختبرت الفكر السياسي للفرد، ومدى تأثره بميوله الحزبية- مدى نجاح الشخص في الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالقضايا السياسية، وطُلب من المتطوعين تقييم قوة اعتقادهم بأن إجاباتهم ستكون صحيحة.
وكانت النتيجة أن الأشخاص ذوي المعرفة السياسية المتواضعة بالغوا بشدةٍ في تقدير أدائهم.
كما أن التحزب السياسي أدى إلى تفاقم الفجوة بين المعرفة المتصورة والفعلية، وهو ما كان أثره أكبر على من كانوا أكثر جهلًا.
فُسرت النتائج باستخدام تأثير (دانينج كروجر – Dunning-Kruger)، والذي يقول إن الأفراد ذوي الكفاءة المنخفضة سيحكمون على أنفسهم بكونهم أكثر كفاءةً مما هم عليه بالفعل؛ في حين أن الأشخاص الذين يتمتعون بكفاءةٍ عاليةٍ يقللون من تفوقهم؛ وذلك لأن الناس يختلفون في قدرتهم على الاعتراف بجهلهم بالأشياء التي لا يعرفونها، ولكنهم يدركون أنهم لا يعرفونها (المجهولات المعروفة)، مقارنةً بالأشياء التي قد لا يعرفون أنها موجودةً أصلًا (المجهولات المجهولة).
تقول النظرية إن قليلي الكفاءة غير قادرين على التغلب على عدم كفاءتهم والتطوير من أنفسهم، لأنهم لا يعرفون أنهم قليلو المعرفة؛ لذا فإن العلاج الوحيد هو توعيتهم وزيادة قدرتهم على الفهم والإدراك.
هذا الجهل بالجهل يجعل الناس متحيزين بشدة، إذ يؤمنون بشكلٍ عشوائيٍّ بكل ما هو في صالح أحزابهم السياسية، بينما لا يؤمنون بأي أفكار ضد هذه الأحزاب مهما احتوت من منطقٍ أو أدلة.
وتقول الدراسة: »قد يصبح المواطنون ذوو الثقة المفرطة أكثر جرأة، ويبدؤون بنشر كل الأفكار المؤيدة لحزبهم دون تفكيرٍ في كل شبكاتهم الاجتماعية، وأيضًا يقاومون الحجج المضادة المقنعة«.
فالجمهوريون حسب رأي الفريق يستخدمون الدعاية الحزبية (تطابق أفكار الغير مع أفكار حزبهم) للحكم على المعرفة السياسية للأقران أكثر من الديموقراطيين -وهو مفهومٌ يُسمى ﺑ (الاستقطاب غير المتوازن – asymmetric polarization)- وهو ما يتوافق مع الأبحاث التي تشير إلى أن الحزب الأحمر أصبح أكثر التزامًا بالفكر الأيديولوجيّ في السنوات الأخيرة أكثر من نظيره الأزرق.
من الجدير بالذكر أنَّ البعض قد تمادى وأطلق على الرئيس ترامب لقب »رئيس دانينج كروجر«.
وقال الباحث صاحب الدراسة (إيان أنسون) لصحيفة (ساي بوست – PsyPost): »لقد أصبحت مهتمًا بشكلٍ متزايدٍ بتأثير دانينج كروجر بعد ملاحظتي مناقشة علماء آخرين الموضوعَ على تويتر في الفترة التي سبقت انتخابات عام 2016.
وأتابع عددًا من علماء النفس السياسي الذين تعجبوا من كون الطبقة النخبوية في وسائل الإعلام الاجتماعية أظهرت ما يمكن أن نطلق عليه ميول (دانينج كروجرية) في تغطيتهم المربكة للانتخابات«.
المصدر
الدراسه
هل سبق وتساءلت عن سبب صعوبة الجدال مع قريبك البعيد، أو زميلك في المدرسة الثانوية الذي ينشر (ميمز – Memes) سياسية -وإن كانت غير دقيقة- عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ يمكن أن يكون السبب ببساطةٍ لأنه يجهل حقيقة كونه جاهلًا بالأساس؟
الذين يعرفون القليل عن السياسة، هم أكثر الناس ثقةً بأنهم يعرفون الكثير، وعندما يكون الكلام عن الهويات الحزبية فإن ذلك التأثير يتضاعف وفقًا لدراسةٍ جديدةٍ نُشرت في دورية علم النفس السياسي (Political Psychology).
حللت الدراسة -التي اختبرت الفكر السياسي للفرد، ومدى تأثره بميوله الحزبية- مدى نجاح الشخص في الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالقضايا السياسية، وطُلب من المتطوعين تقييم قوة اعتقادهم بأن إجاباتهم ستكون صحيحة.
وكانت النتيجة أن الأشخاص ذوي المعرفة السياسية المتواضعة بالغوا بشدةٍ في تقدير أدائهم.
كما أن التحزب السياسي أدى إلى تفاقم الفجوة بين المعرفة المتصورة والفعلية، وهو ما كان أثره أكبر على من كانوا أكثر جهلًا.
فُسرت النتائج باستخدام تأثير (دانينج كروجر – Dunning-Kruger)، والذي يقول إن الأفراد ذوي الكفاءة المنخفضة سيحكمون على أنفسهم بكونهم أكثر كفاءةً مما هم عليه بالفعل؛ في حين أن الأشخاص الذين يتمتعون بكفاءةٍ عاليةٍ يقللون من تفوقهم؛ وذلك لأن الناس يختلفون في قدرتهم على الاعتراف بجهلهم بالأشياء التي لا يعرفونها، ولكنهم يدركون أنهم لا يعرفونها (المجهولات المعروفة)، مقارنةً بالأشياء التي قد لا يعرفون أنها موجودةً أصلًا (المجهولات المجهولة).
تقول النظرية إن قليلي الكفاءة غير قادرين على التغلب على عدم كفاءتهم والتطوير من أنفسهم، لأنهم لا يعرفون أنهم قليلو المعرفة؛ لذا فإن العلاج الوحيد هو توعيتهم وزيادة قدرتهم على الفهم والإدراك.
هذا الجهل بالجهل يجعل الناس متحيزين بشدة، إذ يؤمنون بشكلٍ عشوائيٍّ بكل ما هو في صالح أحزابهم السياسية، بينما لا يؤمنون بأي أفكار ضد هذه الأحزاب مهما احتوت من منطقٍ أو أدلة.
وتقول الدراسة: »قد يصبح المواطنون ذوو الثقة المفرطة أكثر جرأة، ويبدؤون بنشر كل الأفكار المؤيدة لحزبهم دون تفكيرٍ في كل شبكاتهم الاجتماعية، وأيضًا يقاومون الحجج المضادة المقنعة«.
فالجمهوريون حسب رأي الفريق يستخدمون الدعاية الحزبية (تطابق أفكار الغير مع أفكار حزبهم) للحكم على المعرفة السياسية للأقران أكثر من الديموقراطيين -وهو مفهومٌ يُسمى ﺑ (الاستقطاب غير المتوازن – asymmetric polarization)- وهو ما يتوافق مع الأبحاث التي تشير إلى أن الحزب الأحمر أصبح أكثر التزامًا بالفكر الأيديولوجيّ في السنوات الأخيرة أكثر من نظيره الأزرق.
من الجدير بالذكر أنَّ البعض قد تمادى وأطلق على الرئيس ترامب لقب »رئيس دانينج كروجر«.
وقال الباحث صاحب الدراسة (إيان أنسون) لصحيفة (ساي بوست – PsyPost): »لقد أصبحت مهتمًا بشكلٍ متزايدٍ بتأثير دانينج كروجر بعد ملاحظتي مناقشة علماء آخرين الموضوعَ على تويتر في الفترة التي سبقت انتخابات عام 2016.
وأتابع عددًا من علماء النفس السياسي الذين تعجبوا من كون الطبقة النخبوية في وسائل الإعلام الاجتماعية أظهرت ما يمكن أن نطلق عليه ميول (دانينج كروجرية) في تغطيتهم المربكة للانتخابات«.
المصدر
الدراسه