سبعة أسباب قادت أبل للريادة العالمية
عندما نتحدث عن أبل، فنحن نتحدث عن شركة استمرت لسنوات طويلة بين أصحاب القمة في عالم الإلكترونيات، لم تزعزع للحظة خلال تلك السنوات رغم جميع ما حصل من متغيرات حولها. ثورة أبل الحقيقية بدأت بإطلاق الأيبود، الجهاز الذي غير المفاهيم و الطريقة التي يستمع بها الناس الى الموسيقى الى الأبد. و من بعدها و أبل تبتكر و تغير حياة من حولها، من الأيفون الى الأيباد. أبل واجهت الكثير من التحديات، منها دخول نظام أندرويد و دعمه الكبير من طرف الكثير من الشركات المنافسة. لكن جل ذلك لم يهز أبل إطلاقا، و الشركة تستمر الى اليوم بتحقيق أرقام مرعبة على مستوى المبيعات و نتائجها المالية.
ربما السؤال الأهم هنا هو كيف استطاعت أبل فعل ذلك. لماذا الى هذا اليوم نجد الناس يتشوقون لإطلاق منتج جديد من أبل و كأنهم يروه لأول وهلة. و كأنها البارحة و أنا أقف أمام أحد فروع مكتبة جرير و مئات الأشخاص يصطفون لإنتظار إطلاق منتصف الليل لهاتف الأيفون 6 في السعودية. ليس من المألوف إطلاقا في السعودية أن يصطف الناس لشراء جهاز جديد، لكن كما يبدو فقصة عشق الناس لمنتجات أبل عالمية و ليست محصورة بمنطقة دون أخرى.
في هذه المقالة أحاول تسليط الضوء على 8 أسباب مهمة و محورية لبقاء مكانة أبل القوية عبر السنين و رغم المنافسة القوية و متغيرات السوق العديدة.
تجربة المستخدم أولا
من أقوى أساسات أجهزة أبل المختلفة أنها تضع تجربة المستخدم في المقام الأول منذ اللحظات الأول لبدء تصميم الجهاز. السؤال الأهم هو “ماذا نريد أن نفعل؟” قبل “ماذا نريد أن نصنع؟”. الأيباد الأول كان أحد الأمثلة التي تظهر مدى بعد النظر لدى أبل عند تقديم منتجاتها الجديدة. الكل كان يبحث عن جهاز كمبيوتر محمول بواجهة قابلة للمس، لكن أبل رأت أنه من الأفضل تقديم جهاز بفكرة جديدة تماما، يلبي احتاجات المستهلك الأكبر. لو كان الأيباد الأول كمبيوترا لربما رأيناه يعاني في تقديم ساعة واحدة من عمر البطارية. الأيباد صمم ليعطي ساعات طويلة من البطارية لجهاز من هذا النوع، و بالتالي يثري تجربة المستخدم بالسماح له بالإستخدام لفترة طويلة دون الحاجة للتواجد قرب مصدر الكهرباء، تلك كانت نقطة فارقة في تصميم الأيباد و تجربة المستخدم الخاصة به.
البساطة أساس كل شيء
اذهب و ألقي نظرة على أي شيء يخص أبل لتدرك تماما حبهم الكبير للبساطة في تقديم كل شيء. متجرهم الرسمي أنيق جدا و مصمم بشكل يسهل للجميع تجربة المنتجات و اختيار ما يحتاجه. موقعهم الرسمي أيضا بسيط و واضح، و كذلك الطريقة التي يقومون بتغليف منتجاتهم بها، باللون الأبيض السائد ثم ذلك الشعار الفضي الجميل و ربما صورة للمنتج أخذت بدقة كبيرة و حرص شديد. هذه الفلسفة في البساطة تنتقل أيضا الى تصميم منتجاتهم، فمثلا اذا ألقينا نظرة على الماكبوك اير، فهو عبارة عن جسم فضي وضع عليه شعار أبل الذي يلمع كالمرايا. قد يطرأ على الذهن أن هذه البساطة تفقد المنتج عامل الفخامة أو الأناقة في التصميم، لكن النتيجة التي حصلت عليها أبل هي العكس تماما. و كذلك الأمر ينتقل الى أنظمة التشغيل، حيث لم أرى قط شخصا يجد صعوبة في استخدام أجهزة أبل، و كأن كل شيء واضح و بديهي من البداية.
الأداء قبل الأرقام
قبل فترة بسيطة سألني أحدهم، لماذا هاتفي يملك كاميرا بعدد أكبر من الميجا بكسل مقارنة بالأيفون، لكن الأيفون يلتقط صورا أفضل؟ ذلك السؤال يتكرر كثيرا، و ربما المتابع للتقنية يعلم في هذا الزمان أن الأرقام لا تعني كل شيء في النهاية. أبل لطالما كانت لفترة طويلة تهتم بالمقام الأول بالأداء، و لا تقوم كثيرا بالحديث عن الأرقام عندما يتعلق الأمر بأجهزتها. الأيفون في السنوات الأخيرة مثلا يعتبر من أفضل الهواتف من ناحية التصوير، رغم أن منافسيه و صلوا الى أكثر من 20 ميجا بكسل للكاميرا الأساسية. أيضا لفترة ليست بالبعيدة كانت أبل تستخدم فقط 1GB من الذاكرة العشوائية، رقم ربما يستخدم فقط للأجهزة المتوسطة و ما دونها. لكن ذلك لم يحدث أي فوضى في الوسط التقني، و لم تجد الكثير يشتكون من هذا الأمر، لأن و باختصار أبل دائما ستنتصر بالرد على الجميع، لأن المقياس أولا و أخيرا هو الأداء.
وضوح التوجه
سياسة أبل واضحة بخصوص أجهزتها، و تتعامل الشركة مع السوق و المستهلك بكل بساطة و إتزان. عندما نشاهد الشركات الأخرى نجد تخبطات كثيرة في إصدار أجهزتها، فتارة يصدرون الكثير من الأجهزة المتوسط و الدنيا، و يقومون باستخدام أسمائهم التجارية بشكل عشوائي. بينما تجد شركات أخرى لا تملك أي سياسة واضحة بخصوص هاتفها الرئيسي، فتارة تصدره مرة كل عام، و تارة تصدره كل 6 أشهر. بالمقابل منذ العام 2007 عندما ظهر جهاز أيفون الأول و أبل تصدر هاتفا جديدا في سلسلة أيفون مرة كل عام، حيث تتابع بين نسخة جديدة بالكامل و يليها بسنة نسخة مطورة من نفس الهاتف. هذه السياسة تنطبق تماما على الأيباد أيضا بوضوح إصداراته السنوية. هذا الأمر يعد مهم جدا ضمن سياسة أبل، و قد أدى بشكل واضح لبناء عامل ثقة قوي بين الشركة و بين المستهلكين استمر بلا زعزعة لسنوات طويلة.
عندما نتحدث عن أبل، فنحن نتحدث عن شركة استمرت لسنوات طويلة بين أصحاب القمة في عالم الإلكترونيات، لم تزعزع للحظة خلال تلك السنوات رغم جميع ما حصل من متغيرات حولها. ثورة أبل الحقيقية بدأت بإطلاق الأيبود، الجهاز الذي غير المفاهيم و الطريقة التي يستمع بها الناس الى الموسيقى الى الأبد. و من بعدها و أبل تبتكر و تغير حياة من حولها، من الأيفون الى الأيباد. أبل واجهت الكثير من التحديات، منها دخول نظام أندرويد و دعمه الكبير من طرف الكثير من الشركات المنافسة. لكن جل ذلك لم يهز أبل إطلاقا، و الشركة تستمر الى اليوم بتحقيق أرقام مرعبة على مستوى المبيعات و نتائجها المالية.
ربما السؤال الأهم هنا هو كيف استطاعت أبل فعل ذلك. لماذا الى هذا اليوم نجد الناس يتشوقون لإطلاق منتج جديد من أبل و كأنهم يروه لأول وهلة. و كأنها البارحة و أنا أقف أمام أحد فروع مكتبة جرير و مئات الأشخاص يصطفون لإنتظار إطلاق منتصف الليل لهاتف الأيفون 6 في السعودية. ليس من المألوف إطلاقا في السعودية أن يصطف الناس لشراء جهاز جديد، لكن كما يبدو فقصة عشق الناس لمنتجات أبل عالمية و ليست محصورة بمنطقة دون أخرى.
في هذه المقالة أحاول تسليط الضوء على 8 أسباب مهمة و محورية لبقاء مكانة أبل القوية عبر السنين و رغم المنافسة القوية و متغيرات السوق العديدة.
تجربة المستخدم أولا
من أقوى أساسات أجهزة أبل المختلفة أنها تضع تجربة المستخدم في المقام الأول منذ اللحظات الأول لبدء تصميم الجهاز. السؤال الأهم هو “ماذا نريد أن نفعل؟” قبل “ماذا نريد أن نصنع؟”. الأيباد الأول كان أحد الأمثلة التي تظهر مدى بعد النظر لدى أبل عند تقديم منتجاتها الجديدة. الكل كان يبحث عن جهاز كمبيوتر محمول بواجهة قابلة للمس، لكن أبل رأت أنه من الأفضل تقديم جهاز بفكرة جديدة تماما، يلبي احتاجات المستهلك الأكبر. لو كان الأيباد الأول كمبيوترا لربما رأيناه يعاني في تقديم ساعة واحدة من عمر البطارية. الأيباد صمم ليعطي ساعات طويلة من البطارية لجهاز من هذا النوع، و بالتالي يثري تجربة المستخدم بالسماح له بالإستخدام لفترة طويلة دون الحاجة للتواجد قرب مصدر الكهرباء، تلك كانت نقطة فارقة في تصميم الأيباد و تجربة المستخدم الخاصة به.
البساطة أساس كل شيء
اذهب و ألقي نظرة على أي شيء يخص أبل لتدرك تماما حبهم الكبير للبساطة في تقديم كل شيء. متجرهم الرسمي أنيق جدا و مصمم بشكل يسهل للجميع تجربة المنتجات و اختيار ما يحتاجه. موقعهم الرسمي أيضا بسيط و واضح، و كذلك الطريقة التي يقومون بتغليف منتجاتهم بها، باللون الأبيض السائد ثم ذلك الشعار الفضي الجميل و ربما صورة للمنتج أخذت بدقة كبيرة و حرص شديد. هذه الفلسفة في البساطة تنتقل أيضا الى تصميم منتجاتهم، فمثلا اذا ألقينا نظرة على الماكبوك اير، فهو عبارة عن جسم فضي وضع عليه شعار أبل الذي يلمع كالمرايا. قد يطرأ على الذهن أن هذه البساطة تفقد المنتج عامل الفخامة أو الأناقة في التصميم، لكن النتيجة التي حصلت عليها أبل هي العكس تماما. و كذلك الأمر ينتقل الى أنظمة التشغيل، حيث لم أرى قط شخصا يجد صعوبة في استخدام أجهزة أبل، و كأن كل شيء واضح و بديهي من البداية.
الأداء قبل الأرقام
قبل فترة بسيطة سألني أحدهم، لماذا هاتفي يملك كاميرا بعدد أكبر من الميجا بكسل مقارنة بالأيفون، لكن الأيفون يلتقط صورا أفضل؟ ذلك السؤال يتكرر كثيرا، و ربما المتابع للتقنية يعلم في هذا الزمان أن الأرقام لا تعني كل شيء في النهاية. أبل لطالما كانت لفترة طويلة تهتم بالمقام الأول بالأداء، و لا تقوم كثيرا بالحديث عن الأرقام عندما يتعلق الأمر بأجهزتها. الأيفون في السنوات الأخيرة مثلا يعتبر من أفضل الهواتف من ناحية التصوير، رغم أن منافسيه و صلوا الى أكثر من 20 ميجا بكسل للكاميرا الأساسية. أيضا لفترة ليست بالبعيدة كانت أبل تستخدم فقط 1GB من الذاكرة العشوائية، رقم ربما يستخدم فقط للأجهزة المتوسطة و ما دونها. لكن ذلك لم يحدث أي فوضى في الوسط التقني، و لم تجد الكثير يشتكون من هذا الأمر، لأن و باختصار أبل دائما ستنتصر بالرد على الجميع، لأن المقياس أولا و أخيرا هو الأداء.
وضوح التوجه
سياسة أبل واضحة بخصوص أجهزتها، و تتعامل الشركة مع السوق و المستهلك بكل بساطة و إتزان. عندما نشاهد الشركات الأخرى نجد تخبطات كثيرة في إصدار أجهزتها، فتارة يصدرون الكثير من الأجهزة المتوسط و الدنيا، و يقومون باستخدام أسمائهم التجارية بشكل عشوائي. بينما تجد شركات أخرى لا تملك أي سياسة واضحة بخصوص هاتفها الرئيسي، فتارة تصدره مرة كل عام، و تارة تصدره كل 6 أشهر. بالمقابل منذ العام 2007 عندما ظهر جهاز أيفون الأول و أبل تصدر هاتفا جديدا في سلسلة أيفون مرة كل عام، حيث تتابع بين نسخة جديدة بالكامل و يليها بسنة نسخة مطورة من نفس الهاتف. هذه السياسة تنطبق تماما على الأيباد أيضا بوضوح إصداراته السنوية. هذا الأمر يعد مهم جدا ضمن سياسة أبل، و قد أدى بشكل واضح لبناء عامل ثقة قوي بين الشركة و بين المستهلكين استمر بلا زعزعة لسنوات طويلة.