كذاب أنا
كــذاب أنــا
ولعاب ونصاب وقصاب
وقاطع طريق مشرد وطالب حاجة
وفي كل الأوقات محتال كذاب
آتيك دائما وأنا رجل سلام
وخلف الستار أضمر الإرهاب
كــذاب أنــا
أقود قطيع الخراف نهارا
وليلا أفترس ضحيتي مع الذئاب
كاذب وإن أصدقت في قولي
أبقى في فكرك .. أنا الكذاب
إن حدثتكِ ..
احلق بكِ طير بين السحاب
إن وصفتك ..
كنتِ شيء خيالياً من التخاريف
والغش والخداع والسراب
وإن تلذذت بكِ جنونا
تقمصت دور العاشق الذي في غرامك ذاب
أي كذاب أنا عزيزتي .. وأنا الكذاب
كــذاب أنــا
هذا أقل ما استحقه في حضورك من لقب
وأكثر ما تتراشقني في وجودك الألقاب
كذاب أنا في عز رجولتي
هكذا أكون وأنا أدخل مدينتي
أعيش في بؤبؤ القحط
أقضم أصابعي وأتضور جوعا
ويحتلني الهرع والخوف والخشية
لمجرد أني سمعت نقر على الباب
كذاب أنا مولاتي
فلماذا في كل مرة تأتين ..تطرقين الباب!!
فأنت الطبيبة وأنت الطيبة
وأنت الرقيقة وأنت المهذبة
وأنت العفيفة وأنت المهيمنة
وأنت النبيلة الحليمة الأصيلة
يا سليلة الأنساب
خلقتِ من الزمرد والورود
لبسك السندس الموجود
عطرك المسك
ودهن جسدكِ الناعم من العود
وبعد موتك مولاتي
لا أعتقد أنك ترجعين تراب
فأنت الصادقة وأنت الناطقة الصائبة
وأنتِ الواثقة والسامية
والعالية ارتفاعاً فوق هامات السحاب
يا نرجسية الظهور ومثقفة الغرور
وقارورة هشة زجاجها مكسر مرمي منثور
متلونة الطعم متعددة الحكم
في أعماقها أنياب
الصدق فيك يبرز
كظهور الشمس من بين السحاب
ما استطاع فك قيده من فمك
ظل فيك محاصرا ومعاصرا عمرك
وحاضرا في كل أيامك ووقتك
ولا مرة من فمكِ الشهي غاب
العفة ما تركتك مرة
تلاحقكِ تطاردك تعطرك في لباسك
تكون آثراً لخطواتك
وتصبح للسانك المثقب كالأسفنج لُعاب
وتبقى السم الملوث التباهي والتكبر
الذي يخالطه اللعاب
أفقت من نومي وأنا اقرأ سيرتك
وأحصي ما نسب إليك
من شهادات التقدير والإطراء الذي يبهج الألباب
تمتازين بجدارة النجاح
تمتلكين المناقض فيما أمتلك من الالقاب
اقرأ وأعماقي تقرئك كتاب
حتى أخر الصفحات تركتها
عدتُ لأعماقي بنفس عميق
ما أطول هذا الكتاب
إن الكتاب الذي اقراؤه
والذي بين يدي احمله
عنوانه منكِ
"سيدة الإعجاب"
يا أنا الكذاب
يا أنا النصاب
والعاشق الفاسق الذي من الجنون ما تاب
يا أنا المستهتر
المندثر أمامكِ والحفنة من التراب
كــذاب أنــا
وفي قريحة شعري تعيش الخفافيش والجرذان والضباب
وقصائدي المسكوبة على صحراء الظمأ
مكسورة بين البغض والحقد والغرور
يتلوها بعض الإعجاب
إنما بين الكاتب والكتاب
وبين السكون المتجلي عند حديثنا الملل أطرافه
كأننا أغراب
أخاف أن نبقى قصة هزلية
ضعيفة التعبير
قليلة الأحداث والجنون
والغرام بها الكثير من الإسهاب
متعددة الفصول كثيرة الفصول مختلفة الأبواب
وغروك المحتوي من فراغ التسلية هو التلاعب التراشق
المبغوض بين الأحباب
أنه الفصل الموصد إحكاماُ إنما بلا أقفال ولا أبواب
إن أغيب في جمجمة فكركِ
وتحضر أنوثتك الغجرية
بلا طعم ولا سُكر ولا كأس نشربه
بين ربوع سويعات الغاب
طريدة أنتِ تحوم عليها النسور المتعطشة المغفلة
وإن سقطتْ من يلتهما .. الغراب
افتح لك صمت قلبي
كيف سيدتي !!
وأنا لم أعد املك من الصدق ذرة
ألست أيتها البرنسيسة الصادقة في حضورك
كــذاب أنــا
لم يعد فيه ذرة صدق
الست أنا الكذاب"
حرف
من ترك مثلك وراءه .. صاب !!
... من رجُل!!
www.asheqalsamra.net