غزو العالم 8- تقسيم الدولة لا يعني الخسارة
الاستعمار والدول الأوروبية هو ما نتحدث عنه في هذه
السلسلة ولكن الغريب في هذا الاحتلال أن يتغير اسمه من احتلال واستعمار إلى
اسم جديد وهو الانتداب وهو ما حدث مع كلاً من سوريا ولبنان حيث أن
الانتداب هو تمكين دولة تدعي مساعدة البلدان الضعيفة المتأخرة على النهوض
وتدريبها على الحكم حتى تصبح أن تكون قادرة على الحكم بمفردها وقد وجدت في
هذه الفكرة الدولتين العظمتين أغراضهما فنجد أن فرنسا كان لها انتداب على
سوريا ولبنان وأيضاً إنكلترا كان لها انتداب على العراق وانتداب على فلسطين
والانتداب لا يكون إلا في دول انفصلت عن الخلافة العثمانية بحجة الوصاية على شعوبها.
سوريا والانتداب
الانتداب الفرنسي على سوريا هو انتداب عصبة الأمم المتحدة عام 1922
لفرنسا للوصاية على جزء من سوريا الطبيعية والمساعدة في إنشاء مؤسسات
للدولة وذلك بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية وأيضاً بعد انتهاء فترة
الانتداب نشىء كيان مستقل يسمى الجمهورية السورية, أقر كلاً من الاتفاقين
سايكس بيكو وسان ريمو في عام 1922 على انتداب فرنسا على سوريا الطبيعية
واستمر هذا الانتداب حتى بداية الحرب العالمية الثانية وانتهى بعد سقوط
فرنسا تحت الاحتلال الألماني في بداية الحرب وظهور حكومة فيشي وبهذا تم
أعلان الجمهورية العربية السورية بعد ذلك.
التقسيم ثم الإتحاد
دخلت القوات الفرنسية دمشق في عام 1919 بعد أن لاقت حرب شرسة من الحكومة
السورية بقيادة فيصل بن حسين في دمشق وبعد أن أسقط الفرنسيون الحكومة
وأبعد الملك فيصل تم تقسيم الحكومة إلى دويلات صغيرة لتفادي أي أحزاب
وجماعات وأيضاً لتأديب السوريين على التصدي لفرنسا, وكان جميع الشعب يتفق
مع القومية السورية وكانوا جميعاً رافضين لفكرة التقسيم الإداري وفي عام
1924 وحدت فرنسا بين كلاً من دولتي حلب ودمشق في دولة واحدة وفصلت بينهم
وبين دولة العلويين وعاصمتها المستقلة اللاذقية
الثورة السورية
في عام 1925 قامت الثورة السورية الكبرى في السويداء في جبل الدروز
بقيادة السلطان باشا الأطرش وفي منطقة حوران بقيادة زعيم حوران الشيخ
إسماعيل باشا بن إبراهيم الحريري الرفاعي كان من زعماء الثورة في حوران
وامتدت الثورة إلى دمشق ولبنان واللاذقية فارادت فرنسا الرد على السوريين
في هذه الثورة بالتفريق بين حلب ودمشق ولكنها فشلت في ذلك للتماسك بين
أفراد الشعب السوري وبسبب القيادة في حلب بقيادة إبراهيم هنانو التي أحبطت
مشروع التقسيم مرة أخرى وهذا من خلال قطع الطرق المؤدية للبرلمان لمنع التصويت.
الاستقلال التام
في عام 1930 تم اتخاذ دستور جديد لسورية باسم الجمهورية السورية وإتخذ
علم جديد وكان به ثلاث نجوم للمحافظات الثلاثة المهمة وفي عام 1936 تم
توقيع معاهدة الاستقلال مع فرنسا لتوحيد كافة الأقاليم السورية بما في ذلك
دولتي اللاذقية وجبل الدروز ولكن فرنسا رفضت ضم جبل لبنان بهذه المعاهدة
بسبب التعارض في ميزان القوى بين فرنسا وأصدقائها, وهكذا انتهى الانتداب
الفرنسي في سوريا والذي يطلق عليه انتداب وهو في الأصل احتلال
الاستعمار والدول الأوروبية هو ما نتحدث عنه في هذه
السلسلة ولكن الغريب في هذا الاحتلال أن يتغير اسمه من احتلال واستعمار إلى
اسم جديد وهو الانتداب وهو ما حدث مع كلاً من سوريا ولبنان حيث أن
الانتداب هو تمكين دولة تدعي مساعدة البلدان الضعيفة المتأخرة على النهوض
وتدريبها على الحكم حتى تصبح أن تكون قادرة على الحكم بمفردها وقد وجدت في
هذه الفكرة الدولتين العظمتين أغراضهما فنجد أن فرنسا كان لها انتداب على
سوريا ولبنان وأيضاً إنكلترا كان لها انتداب على العراق وانتداب على فلسطين
والانتداب لا يكون إلا في دول انفصلت عن الخلافة العثمانية بحجة الوصاية على شعوبها.
سوريا والانتداب
الانتداب الفرنسي على سوريا هو انتداب عصبة الأمم المتحدة عام 1922
لفرنسا للوصاية على جزء من سوريا الطبيعية والمساعدة في إنشاء مؤسسات
للدولة وذلك بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية وأيضاً بعد انتهاء فترة
الانتداب نشىء كيان مستقل يسمى الجمهورية السورية, أقر كلاً من الاتفاقين
سايكس بيكو وسان ريمو في عام 1922 على انتداب فرنسا على سوريا الطبيعية
واستمر هذا الانتداب حتى بداية الحرب العالمية الثانية وانتهى بعد سقوط
فرنسا تحت الاحتلال الألماني في بداية الحرب وظهور حكومة فيشي وبهذا تم
أعلان الجمهورية العربية السورية بعد ذلك.
التقسيم ثم الإتحاد
دخلت القوات الفرنسية دمشق في عام 1919 بعد أن لاقت حرب شرسة من الحكومة
السورية بقيادة فيصل بن حسين في دمشق وبعد أن أسقط الفرنسيون الحكومة
وأبعد الملك فيصل تم تقسيم الحكومة إلى دويلات صغيرة لتفادي أي أحزاب
وجماعات وأيضاً لتأديب السوريين على التصدي لفرنسا, وكان جميع الشعب يتفق
مع القومية السورية وكانوا جميعاً رافضين لفكرة التقسيم الإداري وفي عام
1924 وحدت فرنسا بين كلاً من دولتي حلب ودمشق في دولة واحدة وفصلت بينهم
وبين دولة العلويين وعاصمتها المستقلة اللاذقية
الثورة السورية
في عام 1925 قامت الثورة السورية الكبرى في السويداء في جبل الدروز
بقيادة السلطان باشا الأطرش وفي منطقة حوران بقيادة زعيم حوران الشيخ
إسماعيل باشا بن إبراهيم الحريري الرفاعي كان من زعماء الثورة في حوران
وامتدت الثورة إلى دمشق ولبنان واللاذقية فارادت فرنسا الرد على السوريين
في هذه الثورة بالتفريق بين حلب ودمشق ولكنها فشلت في ذلك للتماسك بين
أفراد الشعب السوري وبسبب القيادة في حلب بقيادة إبراهيم هنانو التي أحبطت
مشروع التقسيم مرة أخرى وهذا من خلال قطع الطرق المؤدية للبرلمان لمنع التصويت.
الاستقلال التام
في عام 1930 تم اتخاذ دستور جديد لسورية باسم الجمهورية السورية وإتخذ
علم جديد وكان به ثلاث نجوم للمحافظات الثلاثة المهمة وفي عام 1936 تم
توقيع معاهدة الاستقلال مع فرنسا لتوحيد كافة الأقاليم السورية بما في ذلك
دولتي اللاذقية وجبل الدروز ولكن فرنسا رفضت ضم جبل لبنان بهذه المعاهدة
بسبب التعارض في ميزان القوى بين فرنسا وأصدقائها, وهكذا انتهى الانتداب
الفرنسي في سوريا والذي يطلق عليه انتداب وهو في الأصل احتلال
