غزو العالم 7- استفتاء لا يعني المحبة
الاستعمار والاحتلال من السمات الأساسية في القرن
التاسع عشر والقرن العشرين ولهذا نجد أن كثير من الدول الغنية والتى لها
موارد واسعة قد أصبحت مستعمرة من إحدى الدول الأوروبية التي كانت من أشهرها
فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإنكلترا وأسبانيا كل هذه الدول كانت تتصارع على
البلدان التي تملك هذه الموارد الكثيرة ومن أهم هذه البلدان جمهورية جيبوتي
الآن ولكن قديماً كانت جزء من دولة الصومال وقد احتلتها فرنسا عام 1882 في
نفس الوقت الذي احتلت فيه إنكلترا مصر ولكن إنكلترا كانت تملك أيضاً
الصومال لذلك أتفقت البلدان على أن خط السكة الحديد هو الخط الفاصل بين كلاً من الدولتين.
مدينة جيبوتي
بعد احتلال فرنسا لجيبوتي التي كانت جزء من الصومال قرر الحاكم الفرنسي
المستعمر في البدء في تشييد مدينة جيبوتي عام 1892 والتي أصبحت مقراً
للإدارة الاستعمارية الفرنسية وفي عام 1896 أصبحت هذه المستعمرة تعرف باسم
الصومال الفرنسية وظل هذا الاسم متداول حتى اطلقت عليه فرنسا اسم آخر في
عام 1967 وهو الإقليم الفرنسي للعفر والعيسي وبدأ التفكير في الاستقلال منذ
عام 1945 حينما انتخب محمود جربي رئيساً لفرع حزب وحدة الشباب الصوماليين
في جيبوتي كما أنشىء أول نقابة للعمال في عام 1947 وانتخب أيضاً رئيساً لها.
أحزاب وجماعات
كانت نقابة العمال تضم جميع الأيدي العاملة في الدولة وأصبحت فيما بعد
قوة سياسية لها مركز قوي وهكذا حتى تألف منها حزب الإتحاد الجمهوري الذي
نادى بإتحاد جميع أجزاء الصومال في جمهورية واحدة وأدى نمو الوعي القومي
إلى قيام المجلس التشريعي عام 1950 وفاز بالمقاعد بها جميع أعضاء جزب
الإتحاد الجمهوري وكان هذا المجلس القاعدة لانطلاق القوى التحررية في
البلاد وفي عام 1956 أجري استفتاء شعبي لاختيار ممثل الصومال في الجمعية
الفرنسية وفاز بها السيد محمود جربي وبدأت في نفس العام المقاومة الصومالية للمنشأت الفرنسية.
خطوات الاستقلال
في عام 1958 تولى الرئيس الفرنسي شارل ديجول السلطة في فرنسا والذي وضع
دستور جديد وأعلن أنه من حق أي مستعمرة فرنسية أن ترفض هذا الدستور وتحصل
على الاستقلال وهنا قاد محمود حربي حملة دعاية واسعة تدعو إلى الاستقلال
والتحرر من الاستعمار الفرنسي لذلك حاولت فرنسا القضاء على أعضاء حزب
الإتحاد الجمهوري بحبس أعضائه في السجن, وحدث استفتاء كبير في الصومال بين
المطالبة بالاستقلال أو الرضا بالاحتلال ولكن الشعب الصومالي أختار
الاستقلال بنسبة 75% من الشعب ولكن فرنسا اعلنت أن الشعب الصومالي وافق على الاستعمار.
حرب لا تنتهي
ظل الصراع بين الاحتلال والشعب الصومالي أو الجيبوتي إلى أن زار الرئيس
الفرنسي شارل ديجول الأسواق الصومالية وقامت اضطرابات عديدة ومظاهرات أسفرت
عن إعادة الاستفتاء لتحديد إعلان الحماية أو الاستقلال في عام 1967 ولكن
النتيجة كانت 60% مطالبة باستمرار الحماية ولكن الغريب أن فرنسا اطلقت اسم
إقليم عفار وعيسى وفي عام 1975 بدأت الحكومة تتلقى مطالب عديدة للاستقلال
وبالفعل حصلت الصومال على استقلالها عام 1977 وتم تأسيس دولة جيبوتي في
يوليو من نفس العام وبهذا انتهى الاحتلال الفرنسي لدولة جيبوتي.